شجرة الدر 2 – 6
وشجرة الدر – أو شجر الدر كما جاء أسمها عند بعض المؤرخين – حكمت مصر في منتصف القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، ويعدها بعض المؤرخين آخر ملوك الدولة الأيوبية، كما يعدها بعضهم، أولي سلاطين المماليك، ولعل مرد هذا الخلاف، إلي أنها تعتبر عضوا من الأسرة الأيوبية، نسبة إلي زوجها الملك نجم الدين أيوب، وعلي أساس أن زوجة الملك تصبح عضوا في أسرته، بينما كانت عند المماليك واحدة منهن، إذ كانت جارية مملوكة، قبل أن تكون زوجة للملك!
كانت شجرة الدر، في صحبة زوجها الملك الصالح في بلاد المشرق، في حياة أبية السلطان الكامل، ثم ظلت معه حينما حبسه الملك الناصر داود صاحب حلب بالكرك سنة 637 هـ، ولقد اشتهر عنها الذكاء، والدهاء، والجمال، وتوطدت مكانها مع مولد ابنها خليل، حتى لقد سميت “أم خليل” وغلب عليها هذا اللقب، حتى بعد وفاة ولدها، ثم لزمها طول حياتها. ولما أعتلي الصالح أيوب عرش السلطنة الأيوبية في مصر، تبوأت شجرة الدر أسمي مكانة، وغدت ملكة غير متوجة، قد كانت من حصافة الرأي، وسعة النفس، وبسطة الكف، بحيث صارت بين الجميع ملكة بلا تاج، يدينون لها بالحب، والولاء، والطاعة.