شرح الاستعارة التصريحية
من خلال ما سبق شرحه يتبين للباحث أن الاستعارة جزء من علم البيان في البلاغة العربية، وبعد تعريف الاستعارة صارت العلاقة التي تقوم عليها الاستعارة واضحة وهي علاقة المشابهة، ولا بد من ارتباط بين الاستعارة والتشبيه إذ إنها بالنهاية تشبيه بليغ وحذف أحد طرفيه، وللبدء بشرح الاستعارة التصريحية يمكن القول إنها تشبيه حُذف منه المشبه أي المستعار له، وصُرح بلفظ المشبه به أي المستعار منه، ومن ذلك مثلًا “القمر يجلس بين الفتيات” فالتقدير هنا أنه ثمة فتاة جميلة تجلس بين الفتيات والمتكلم شبهها بالقمر فحذف المشبه وهو الفتاة، وأبقى المشبه به وهو القمر.[٣]
وإذا ما سأل سائل عن شرح الاستعارة التصريحية في المثال السابق، فالجواب بسيط، وهو أن يقول: شبه المتكلم الفتاة بالقمر، ثم حذف المشبه وهو الفتاة، وصرّح بلفظ المشبه به وهو القمر على سبيل الاستعارة التصريحية، ويمكن طرح مثال آخر، مثل: “هو بحر يعلم الناس” شبه المتكلم الرجلَ بالبحر في سعة علمه، ثم حذف المشبه وهو الرجل، وصرح بلفظ المشبه به على سبيل الاستعارة التصريحية، والأمثلة على الاستعارة التصريحية كثيرة ومتعددة ومتنوعة، إلا أن شرحها واحد متشابه.[٣]