شركة الأعمال القائمة 2من اصل2
بين دركر أن هناك عدة شركات مثل شركة آر سي إيه RCA في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين اتبعت على فترات مختلفة استراتيجية تركز على الحاضر أو المستقبل بشكل منفرد، وأكد . في مجال إدراكه المعضلة وتحديد المعركة المستمرة بين الحاضر والمستقبل على أن المطلوب هو حكم متوازن ، إذ لن يكون ثمة مستقبل طويل الأمد إن لم توفر الشركة ما هو مطلوب لاحتياجاتها الفورية مثلاً ، كما أنها لن تحظى بأعمال في الفترة القريبة إن هي ضحت باحتياجاتها طويلة الأمد .
كان إصرار درگر على تخصيص الحاضر بالمنظور المناسب يعود جزئياً إلى أن الكتابات التقليدية عن العقلية التجارية المغامرة ركزت على المستقبل باعتباره الإهتمام المسيطر ، ورأى أيضاً أن أداءً جيداً قد تحقق في تشغيل شركة الأعمال القائمة باعتبارها أحد أشكال الوقاية ضد محاربة آثار الضياع والتفكك الناجمة عن القوى الضائعة في الشركة ، مبيناً في الوقت ذاته أن لا شيء يتحسن من تلقاء نفسه وأن الإهمال لا يؤدي سوى إلى الفوضى والاضطراب .
والخلاصة أن درگر أكد على أن القيام بإدارة شركة الأعمال القائمة لا يتطلب تحجراً أو تكيفاً سلبياً ضمن إطار العقلية التجارية المغامرة ، بل تحسين إنتاجية الموارد من خلال الدراسة والتطبيق المنظمين بحيث يقوى مركز المؤسسة ويكون موقفها أكثر تقبلاً في مواجهة الشكوك المحيطة بالمستقبل ، وقد اتفق دركر مع القائلين إن هذه هي الفطرة وإنه سخرية بالشيء الواضح ، غير أنه أضاف إن الأساسيات النمطية صدق بداهة لأنها تتمتع بهذه الدرجة من الوضوح .
أكد درگر على أن التصديق بداهة بالعمليات الحالية ليس خطأ فحسب بل إن من الذكاء أن يفترض عدم كفاءة الإدارة التي تمارس في شركات العمل الحالية أيضاً. يوجد في الشركة بعض الضياع وسوء التخصيص بسبب قصورها الذاتي حتى وإن كانت تسمى ممتازة . إن تخلص الإدارة حتى من قسم من عدم الكفاءة المذكورة يمكن أن يؤدي إلى نشوء روح التغيير والتركيز على الفرص .