شعر عن البحر
إيليا أبو ماضي: قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟ هل صحيحٌ ما رواه بعضهم عني وعنكا؟ أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟ ضحكت أمواجه مني وقالت:لست أدري! أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟ لست أدري! أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟
المتنبي:
هُوَ البَحْرُ غُصْ فيهِ إذا كانَ ساكناً على الدُّرّ وَاحذَرْهُ إذا كان مُزْبِدَا فإنّي رَأيتُ البحرَ يَعثُرُ بالفتى وَهذا الذي يأتي الفتى مُتَعَمِّدَا الأخطل ما يضيرُ البحرَ أمْسى زاخِراً أنْ رمى فيهِ غلامٌ بحجرْ
قاسم حداد:
ما زال معتزلًا يموج وزنبق في عينه يده ملطخة بماء الوقت في يده حرير الخيل بعد دقيقتين عميقتين يطلّ في كلماتكم للغصن تاريخ ومرآة وقيل نجومكم حبلت فلا تتأخّروا ما زال مشدوهًا ومحترقًا وتصحبه القواقع والمحارات التي شهقت وسوف. دقيقتان غزيرتان وآه آه البحر لا تتناثروا قد ينهضُ البحر المسجّى في السواحل راكضًا فرحًا وأحيانًا ترافقه.
محمود درويش:
وسلامًا أيُّها البحرُ المريض أيها البحر الذي أبحر من صور إلى إسبانيا فوق السفن أيها البحر الذي يسقط منا كالمدن ألف شباك على تابوتك الكحلي مفتوحٌ ولا أبصر فيها شاعرًا تسنده الفكرةُ أو ترفعه المرأةُ يا بحر البدايات إلى أين تعود؟ أيُّها البحر المحاصر بين إسبانيا وصور ها هي الأرض تدور فلماذا لا تعودُ الآن من حيثُ أتيت؟