شعر ميخائيل نعيمة

شعر ميخائيل نعيمة

شعر ميخائيل نعيمة

كتب الأديب والشاعر اللبناني الراحل مجموعة شعرية وحيدة عنوانها “همس الجفون”، وقد كتبها باللغة الإنجليزية وتم تعريبها بعد ذلك، حيث عرَّبها محمد الصابغ وذلك في عام 1945م، لتُنقل تجربته الشعرية إلى اللغة العربية، وفيما يأتي أبرز أشعار ميخائيل نعيمة:
يا نهرُ هل نضبتْ مياهُكَ فانقطعتَ عن الخرير؟ أم قد هَرِمْتَ وخار عزمُكَ فانثنيتَ عن المسير؟ بالأمسِ كنتَ مرنمًا بين الحدائقِ والزهور تتلو على الدنيا وما فيها أحاديثَ الدهور بالأمس كنتَ تسير لا تخشى الموانعَ في الطريق واليومَ قد هبطتْ عليك سكينةُ اللحدِ العميق بالأمس كنتَ إذا أتيتُكَ باكيًا سلَّيْتَني واليومَ صرتَ إذا أتيتُكَ ضاحكا أبكيتني
نَتَمَنّى و في التّمني شقاءُ وننادي يا ليتَ كانوا و كُنّا ونُصلّي في سِرّنا للأماني والأماني في الجَهْرِ يَضْحَكْنَ مِنَّا غير أَنّي و إن كَرَهتُ التَمَنّي أتمنّى لو كُنْتُ لا أَتَمَنّى
أخي! إنْ ضَجَّ بعدَ الحربِ غَرْبِيٌّ بأعمالِهْ وقَدَّسَ ذِكْرَ مَنْ ماتوا وعَظَّمَ بَطْشَ أبطالِهْ فلا تهزجْ لمن سادوا ولا تشمتْ بِمَنْ دَانَا بل اركعْ صامتاً مثلي بقلبٍ خاشِعٍ دامٍ لنبكي حَظَّ موتانا أخي! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم سوى أشْبَاح مَوْتَانا أخي! إنْ عادَ يحرث أرضَهُ الفَلاّحُ أو يزرَعْ ويبني بعدَ طُولِ الهَجْرِ كُوخَاً هَدَّهُ المِدْفَعْ فقد جَفَّتْ سَوَاقِينا وَهَدَّ الذّلُّ مَأْوَانا ولم يتركْ لنا الأعداءُ غَرْسَاً في أراضِينا سوى أجْيَاف مَوْتَانا.
أنا هو المنوال والخيط والحائك وأنا أحوكُ نفسي من الأموات / الأحياء أموات الأمس واليوم والأيَّام التي ما ولدت بعد والذي أحوكُه بيدي لا تستطيع قدرة أن تحلَّه حتَّى ولا يدي.

m2pack.biz