شهادة شهود العيان
1 من أصل 2
يصير هذا التحدي لجدوى ما يورده الشهود ذا أهمية خاصة عندما يكون الشاهد بصدد التعرف على مرتكب الجريمة. ويمكن أن تكون هذه الشهادة مؤثرة للغاية، لاسيما أمام هيئة المحلفين. ومع ذلك، أشارت مجموعة دراسات أجريت على مدار العقدين الماضيين إلى أن شهادة شهود العيان يمكن أن تكون معيبة، حتى عندما يكون شهود العيان واثقين تماماً في تعرفهم على الجاني. وقد ثبت أنه إضافة إلى القيود الواضحة على موثوقية شهادة الشهود – والمتعلقة مثلا بمدى جودة الإضاءة وطول المدة التي قضوها في وجود الجاني – توجد أيضاً جوانب من الحدث نفسه يمكن أن تشوه الذاكرة.
تأتي أكثر التشويهات المبلغ عنها على نطاق واسع مما يعرف باسم “التركيز على السلاح”؛ وهي الفكرة أنه إذا استخدم سلاح – كسلاح ناري أو سكين – فستستمر تقريباً أي ضحية أو شاهد نتيجة انصراف انتباهه إلى السلاح؛ ومن ثم لن يلحظ ملامح الجاني بدقة كبيرة. ويمكن لصدمة الحدث أن يكون لها آثار أعم أيضاً من شأنها أن تزيد من إدراك الشخص لما كان يجري؛ ومن ثم تحسن من ذاكرته، أو تركز انتباهه بطرق تجعل التعرف صعباً.
تعود تفاصيل الطريقة التي تحدث بها عمليات التعرف إلى دراسات معملية دقيقة. وهذه الدراسات تؤكد بالفعل أنه يمكن أن ينصرف انتباه الشهود دون وعي إلى اختيار الشخص الذي يعتقد المشرفون على الإجراء أنه الجاني، مثلما في طابور عرض المشتبه بهم. ويمكن أيضاً أن يشعر الشهود بالضغط للإقدام على اختيار بعينه رغم أنهم غير متأكدين؛ مما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى تضليل العدالة. ويمكن أن تكون هذه الآثار صعبة الاكتشاف تماماً، كما ورد في بحث حديث يظهر أنه تزيد احتمالات اختيار الأطفال لشخص ما في طابور عرض المشتبه بهم إذا كان الشخص الذي يدير العملية يرتدي زياً رسمياً عما إذا لم يكن.