شهادة واعتراف 6من اصل6

شهادة واعتراف 6من اصل6

شهادة واعتراف 6 من اصل 6
شهادة واعتراف 6 من اصل 6

أخشى أن يخدع العالم الغربي، عالم القرن العشرين، نفسه في أن يكون أضاع الأمل والإيمان. وإذا لم نعد نؤمن بالإنسان فإنه لمؤكد أن إيماننا بالآلات لن ينقذنا من الدمار والهلاك، بل على العكس، فإن هذا “الإيمان” سيعجل نهايتنا. فإما أن يكون العالم الغربي قادراً على أن يخلق نهضة للمذهب الإنساني الذي سيكون مطلبه الأساسي التطور الكامل للإنسانية لا التطور الكامل للإنتاج والعمل أو أن الغرب سينهار كما انهارت حضارات أخرى كبيرة وكثيرة.

وأعتقد أن معرفة الحقيقة ليست مسألة الذكاء في المقام الأول، بل مسألة الطبع. والأكثر أهمية في ذلك هو أن المرء يملك الجرأة على أن يقول “لا” وأن يمتنع عن طاعة أوامر الحكام وأولي السلطان والرأي العام؛ وألا ينام المرء زمناً أطول، بل أن يصبح إنسانياً، وأن يستيقظ ويتنبه ويفقد الإحساس بالعجز والتفاهة. إن حواء وبروميتوس هما المتمردان العاصيان الكبيران اللذان حرر “جرمهما” الإنسانية. على أن القدرة على قول “لا” قولاً له معناه تتضمن القدرة على قول “نعم” قولاً له معناه. إن “نعم”لله هي “لا” للقيصر؛ و”نعم” للإنسان هي “لا” لأولئك الذين يريدون أن يستعبدوا ويستغلوا ويستغبوا.

وأعتقد وأؤمن بالحرية ويحق للإنسان أن يصبح هو ذاته وأن يحقق ذاته ويقاوم كل أولئك الذين يحاولون أن يمنعوه من ذلك. فالحرية هي أكثر من وجود قمع وحشي. إنها أكثر من الحرية “من”، إنها الحرية “إلى”- الحرية أن يصبح مستقلاً وأن يكون كثيراً بدلاً من أيملك كثيراً أو يسخر أشياء وبشراً لأغراضه.

وأعتقد أن لا الرأسمالية الغربية ولا الشيوعية الصينية. السوفيتية بقادرتين على حل مشاكل المستقبل. فكلتاهما تقود إلى بيروقراطيات تحول الإنسان إلى أشياء فتشيؤه. ويجب على الإنسان أن يسيطر على قوى الطبيعة والمجتمع سيطرةً واعياً معقولةً، لا أن تكون تحت رقابة بيروقراطية تدير أشياء وناساً، بل تحت رقابة منتجين متعاونين يديرون الأشياء، بحيث إنها تخضع للإنسان الذي هو مقياس الأشياء. وليس المهم الاختيار بين إمكانيتين هما “الرأسمالية” أو “الشيوعية”، بل الاختيار بين إمكانيتين هما “البيروقراطية” أو “الإنسانية”.

m2pack.biz