في ضوء المعايير السابقة ومعايير أخرى، يسعى عديد من المدن إلى التخطيط الثقافي العاجل أو بعيد المدى، لتأخذ أماكنها على خريطة المدن الثقافية المبدعة العالمية.
ومثال على ذلك مشروع (أجندة بحثية للفنون في شيكاغو) الذي بدأ عام 2014، وشاركت فيه جامعة شيكاغو بالتعاون مع مؤسسة جويس Joyce ويستهدف جعل شيكاغو (جنة فنية) مع حلول عام 2050، أي مدينة عالمية جاذبة للإبداع.
ولتجميع الأفكار واستلهامها للتنفيذ، خرج فريق بحثي إلى الشارع يستطلع آراء الناس وتوقعاتهم، وعقدت اجتماعات عصف ذهني مطولة شملت أكثر من 15 شخصًا جاءوا للمساعدة في التفكير في المستقبل.
وتم التوصل إلى ضرورة وجود بعض الجوانب المهمة في المدينة كتلك الواردة في المؤشرات السابقة، المتعلقة بإتاحة فرص المشاركة الثقافية، وتوفير البنية التحتية اللازمة لذلك، وإشعال الحيوية وتعزيز التنوع في الأنشطة الفنية والثقافية.
وتم تأكيد ضرورة الحفاظ على التمييز المحلي إلى جانب البعد العالمي، الذي يعد من التحديات التي تنبغي مواجهتها، كما بذلت جهود لجمع البيانات الديموغرافية المتوقعة التي أظهرت زيادة محتملة في كبار السن، وارتفاع نسبة سكان المناطق الحضرية، وغياب مجموعات الأغلبية العرقية، وتراجع أعداد العالمين في التصنيع والمهن التقليدية لمصلحة مهن الإبداع القائمة على المعرفة والمهارات المتقدمة، إضافة إلى تقدم فرص العمل المؤقتة المعتمدة على مشروعات منتهية، وفرص العمل الدائمة، وقيل إنه من المتوقع أن يعمل الفرد فيما بين 11 و15 وظيفة في حياته.
وتوقع المشاركون أن تدعم المدينة البحث والإبداع، والمبدعين، وتعزز اقتصاد الابداع، وسبل جذب العاملين المبدعين والزوار.