صفاته20من اصل33

صفاته20من اصل33

صفاته20من اصل33
صفاته20من اصل33

فاذا تأدى به عقله إلى تلك الغاية فهو العقل الصائب يفكر على النحو الذي خلق له ويبلغ القصد الذي رمى اليه. وعلينا نحن أن نعرف كيف كان تفكيره وأن نسلكه بين قرنائه وأنداده.

إنما طرأت شبهة العقل المحدود على المستشرقين الذين ظنوا به هذا الظن من ناحية واحدة، وهي ناحية العدل الذي لا يلتفت ذات اليمين وذات الشمال، والقضاء الذي يكيل الجزاء دقة بدقة ولا يبالي بالنقائض والمفارقات..

ونظروا إلى جملة آرائه في المسائل الجلى فاذا هي من الآراء التي يغلب عليها القطع والجزم والانطلاق الى غرض مائل لا تنحرف عنه قيد شعرة. كأنه قد جهل ما في الدنيا من نقائض وخفايا ومن عوج وتعريج، أو كأنه السهم الثاقب ينفذ فيما أمامه إلى هدفه المحدود ولا يلتفت إلى شيء في نفاذه أو يعوقه عائق دونه..

فخطر لهم أن فطنته انما كانت فطنة فراسة فطرية كالغريزة التي تهتدي على استقامة واحدة، ولكنها لا تنحرف ولا تنصرف ولا تخالف ما جبلت عليه.. وانها فطنة العقل المحدود، والبصر الموكل بجانب واحد ينفذ فيه ولا يحيط به أو يتشعب في نواحيه.

والفكر المحدود هنا هو فكر أولئك المستشرقين لا فكر عمر بن الخطاب.

فالرجل الذي يستقيم على وجه واحد لا يحيد عنه، هو واحد من رجلين: فاما رجل يستقيم على هذا الوجه لأنه لا يرى غيره، ولا يحيط بما حوله.

وإما رجل يستقيم على هذا الوجه لانه قادر على اختراق العقبات عالم انها تنشيء اليه حيث كان دون أن ينثني اليها حيث كانت.

واستقامة عمر بن الخطاب على وجهه من هذا القبيل وليست من ذلك القبيل: هي استقامة قدرة وليست باستقامة عجز، وهي استقامة تصرف سريع وليست باستقامة محجور مققيد، يأبى أن يدور لأنه قد أعياه أن يدور.

هي استقامة حياة غلابة، وليست باستقامة أداة كالموازين تسوي بين التبر والتراب لأنها لا تميز بين التبر والتراب.

فالرجل الذي يجتنب التصرف في العدل، عجزًا عن الفهم والتزامًا للحرف المكتوب،

m2pack.biz