صفات وأخلاق عمر المختار
اشتهر عمر المختار بحزمه وجديته وصبره واستقامته منذ فترة صباه، ولقي الكثير من الاحترام والتقدير من قبل أساتذته وزملائه، وبلغت دماثة أخلاقه الإمام محمد المهدي الذي كان دائم السؤال عن أخلاق الطلبة.
بعد أن بلغ عمر أشده كان قد اكتسب الكثير من العلوم الدينيّة وما تيسر له من علوم الدنيا، وهذا الأمر أكسبه إلماماً واسعاً بالبيئة المحيطة به، بالإضافة للمعرفة الواسعة بجميع الأحداث القبليّة ووقائعها وتاريخها، وقام بالتوسّع في معرفة الأنساب والارتباطات التي تصل القبائل بعضها ببعض، بالإضافة للعادات والتقاليد والموقع، وأمدّته تلك العلوم بالإضافة للبيئة التي تعمق في تأملها ودراستها إلى وسائل فض جميع الخصومات البدويّة، والمواقف والنظريّات والآراء التي تلزمه للنجاح في مهامه، بالإضافة لهذا فقد أكسبته هذه المعرفة والسعي الدؤوب لها إلى جعله خبيراً في جميع طرق ومسالك الصحراء، بفضل ترحاله المستمر من برقة إلى السودان ومصر في الخارج، وإلى الكفرة والجغبوب داخل ليبيا.
كان عمر على إلمامٍ بمختلف أنواع النبات التي تنبت في برقة، بالإضافة لخصائصها الكثيرة، عدا عن درايته في طرق معالجة الماشية هناك بفضل التّجارب التي ورثها شأنه في هذا الأمر شأن جميع البدو هناك.