صلاح عبد الكريم 1962 Salah Abdel Kerim 1962
( 1 – 2 )
تجمع أعماله باقتدار بين الحضارتين العربية والأوروبية، حيث تجدها تقوم على التجريدية والتكعيبية متأثرًا في ذلك ببيكاسو وبراك، وتارة على الزخرفة. كما تمثل أعماله إضافة حقيقية مميزة للفن المصري، فقد دخل بجرأة مجالات غير مطروقة مثل فن الخردة أو الفن الجاهز كما يطلق عليه، والذي تفرد به، فهو أول فنان عربي يأتي بخاماته من سوق الخردة ما بين بقايا المفاتيح والتروس والرولمان بلى والمفكات والجنازير وخزانات الوقود والأسلاك والصواميل.. وغيرها ليقدم لنا إبداعات فنية غاية في الدقة والثراء بتفاصيلها الصغيرة حتى تكاد تتحرك وتنطق من قوة التعبير والحركة بها، وهنا يبرز- كما تقول الإعلامية الكبيرة شرويت شافعي مديرة جاليري سفر خان- تمثال “صرخة الوحش” الذي دفع الناقد العالمي رونيه هوج لوضع صورة التمثال في معجم لاروس عام 1963 بجوار عملين للعملاقين “بيكاسو” و”موللر” كرمز للفن الحديث وكأحد رواد هذا الفن في العالم، وهو التمثال الذي توجد نسخته الأصلية في المتحف المصري أما النسخة الثانية غير المكتملة فهي في حوزة شيرويت- محل ثقة أسرة الفنان الراحل- مثلها مثل معظم أعماله.
وتتعدد أعماله النحتية من خامات أخرى مثل البرونز، السيراميك، الخشب والحديد، ومن أروعها مجموعة البومة التي استخدم فيها بعض الأدوات الدقيقة. لتنجح عينا “البومة” في توصيل الإحساس للمتلقي باختراق ظلام الليل، وهما تمثلان مركز الصدارة في التمثال.
ويستمتع الجمهور من خلال المعرض برؤية أعمال نادرة لفنان يصعب تكراره وبأعماله بشخوصها الهادئة ومشاعرها العميقة وصفائها النفسي، القائمة على دعائم الاتجاه التكعيبي، وتبرز بوجه خاص لوحة “القيصر” التي تجسد قطته المفضلة سيزا، ثم بورتريهات الفحم أو الأبيض والأسود والتي تعكس قدرته الفائقة على استخدام الخط، ومجموعة لإبداعه في التصوير بالأبيض الأسود لمعظم دول العالم التي زارها، ويتعرف على جانب آخر مهم من جوانب إبداع هذا الفنان العظيم، وهو تصميمه للملصقات، حيث درس هذا الفن في باريس وقام بتصميم ملصقات معرض “لافوراي” لعدة سنوات متتالية،