صناعة العسل
لدى النَّحل جيبٌ خاصٌّ في جسمه يُسمّى “معدة العسل” يستفيدُ منها لتخزين الرَّحيق الذي يجمعُهُ من الأزهار، وبهذه الطّريقة يستطيع النّحل العاملُ الاحتفاظ بكميَّاتٍ جيّدة من العسل قبل أن يحتاجَ للعودة إلى الخلية. عدا عن ذلك، لدى معدة العسل إفرازاتٌ خاصَّةٌ من الإنزيمات التي تُغيّر التّركيب الكيميائيّ للعسل بحيث يُصبح مُناسباً أكثر لتخزينه فترةً طويلةً. بعد أن تعودَ النّحلات الجامعةُ إلى الخليَّة تُمرِّر المخزون الذي جمعَتهُ من الرّحيق إلى العاملات، وذلك عبر نقله من فم واحدةٍ إلى الأخرى، ومن ثم تضعُهُ العاملة في مشطٍ شمعيّ، ويكونُ الرّحيق عندَ هذه المرحلة ذا قوامٍ سائلٍ خفيف، ولتحويله إلى عسل كثيف وشديد الحلاوة تقومُ النّحلات العاملةُ بتبخيره حتى تنخفضَ نسبة الماء فيه وتزداد نسبة السكريَّات، وتُضيف إليه إنزيماتٍ تُكسبه مذاقاً مُميَّزاً، وذلك بابتلاعه ثم إخراجه مرَّاتٍ عديدة مع إفراز لعابها وإنزيماتها الهاضمة عليه.[٥]
وعندما تنتهي العاملةُ من صناعة العسل فهي تُغطّيه بسائلٍ تُفرزه من بطنها، ويتجمَّد هذا السّائل بعد بعضِ الوقت ليتحوَّل إلى مِشطٍ شمعيّ. وبعد أن ينتهي النّحل من صناعة عسله يكونُ جاهزاً لتخزينه فتراتٍ طويلة، فطالما انعزلَ عن الماء والهواء يكونُ قادراً على الصُّمود لفتراتٍ طويلة من الوقت. وعادةً ما تلجأ هذه الحشراتُ إلى مخزونها الاحتياطيّ من العسل عندما تُصبحُ بيئتها شحيحة الغذاء، مثلما يحدثُ خلال فصل الشّتاء.[٦]