صهيل البرونز

صهيل البرونز
صهيل البرونز

 

تلقائية وعفوية المصري في مجموعة من المنحوتات بليغة الصياغة، متحررة من سطوة التقليد متجهة وبقوة إلى التجديد بشكل لا يخاصم التراث بل يسعى لتطويره، فحليم يعقوب فنان يزهد في التركيز على التفاصيل والاحتفاء بليونة الجسد.

حركة مستمرة للكفين تارة يدفعان للأمام ثم يقتربان ويبتعدان، وعينان تشاهدان بدقة مراحل العمل لتوفيق حجم الكتلة، ملامح من أعمال الفنان حليم يعقوب الذي يترك بصمات أصابعه على مسطحات وكتل الشمع الساخن حيث إنه من النحاتين الذين يندر أن يستخدموا أدوات النحت فهو فنان يتعامل بأنامله وأحاسيسه ويعتبرها أدواته، وتوضح جميع أعماله الفنية اهتمامه بعالم المرأة وشغفه بالحصان، وقد أرجع الفنان شغفه هذا لنشأته بمحافظة الشرقية المشهورة بتربية الخيول. يقول عنه الفنان مصطفى الرزاز «عالم حليم يعقوب تعمره الخيل والحرائر والسبايا فمجرد النظر إلى الرفوف التي تصطف عليها عشرات التماثيل تجد الخيول في أحوالها المختلفة.. المنمنم الدقيق، والضخم الجهم إلى الهجومي المفترس المتهور، تتقلب شخوصه في أحوال التهور والهجوم والافتراس والتحليق نحو الطيران إلى السكون والتأمل والانكسار وأيضًا قوة تعبيره عن جسد المرأة في عفتها وشموخها وعذابها» فقد انحاز حليم يعقوب إلى المرأة مثلما فعل فنانون قبله طوال قرون عديدة وقد فسر السبب قائلًا «إنها الأم، الأخت، الزوجة، الخصوبة، الابنة، فكيف لا أبجلها في أعمالي». فمنحوتاته الأنثوية مشحونة بحركة عنيفة تبرزها وضعية الأقدام والأذرع كذلك الخطوط الحادة التي تفصل بين المستويات في حين تلعب ليونة الخط الخارجي للمنحوتة دورًا في ترطيب خشونة هذه الحركة، الجدير باذكر أن يعقوب لم يلتحق بقسم النحت عند دراسته في كلية الفنون الجميلة لذلك لم تقيده الثوابت الأكاديمية لهذا الفن، فقد استطاع أن يسير في طريق حرية التجريب ويبقى في النهاية هذا اللون البرونزي الساخن والذي يشعل المنحوتة بحرارة الحركة.

 

 

 

m2pack.biz