صورة الإنسان المزدوجة:
يتمسك اقتصاد السوق الاجتماعي مبدئيا بفكرة مبدأ الفردية . إلا أن حرية تصرف الفرد تنتهي
حين تتأثر الحقوق الأساسية للأخر ومصالحه الحيوية . لذا فإن الهدف الأساسي لهذا النظام
الاقتصادي يمكن أن يعبر عنه بالتالي : « للفرد ما يمكن من الحرية وللدولة ما هو ضروري
من حق التدخل » . وبناء عليه فإن مهمة اقتصاد السوق الاجتماعي هي التنسيق على أساس
اقتصاد السوق بين مبدأ الحرية والتوازن الاجتماعي والعدالة الاجتماعية والربط بينها . وهكذا
يعد الإنسان في هذا النظام کائناً فردياً وكائنا اجتماعياً في الوقت نفسه . وبذلك يقع هذا النظام
الاقتصادي المسمى اقتصاد السوق الاجتماعي بين الطرفين النقيضين ، اقتصاد السوق المبني
على مبدأ الفردية من جهة ، والاقتصاد الموجه المبني على المبدأ الجماعي .