صور تطاول الآخرين وأنواعها
تتنوع صور تطاول الآخرين علينا وتختلف في عدة أمور، فمنها ما يحدث بشكل مقصود ومنها ما يتم بشكل عفوي ناتج عن سوء الفهم وقلة المعرفة، ولكن سواء كان تطاول الآخرين مقصودا أم لا فيظل تطاولا غير مرحب به ويحتاج لوقفة حازمة معه لعدم تكراره بأي شكل، كما تختلف صور تطاول الآخرين في درجة شدتها وتأثيرها عليك، وتختلف أيضا في شكلها من ناحية أن تحدث بطريقة مباشرة أم غير مباشرة، وسنتحدث في هذا المقال عن صور تطاول الآخرين علينا، فمعرفة تسهل عليك مهمة ملاحظتها والتوقف عندها، حتى يتثنى لك بعد ذلك مواجهتها والتصرف السليم معها وتوضيحها للآخرين، وهي ما يلي :
المزاح المهين
يعد المزاح أحد وسائل تطاول الآخرين البسيطة، ولا نقصد هنا المزاح العادي بين الأهل والأصدقاء، فلا شيء في هذا، ولكننا نتحدث عن المزاح المهين الذي يسبب لك الإزعاج ويشعرك بالتوتر، فيقوم صديق على سبيل المثال بعمل مقلب فيك يجعل شكلك سيئا أمام الآخرين، أو يتحدث عنك بطريقة سلبية ويخبرك بعدها أنه يمزح، فلا يجب أن يكون باب المزاح مفتوحا للدرجة التي يمرر بها الإهانات و تطاول الآخرين علينا، ولا يهم عند شعورنا بالضيق من بعض الأفعال والكلمات مدى جديتها وما إذا كان المقصود بها هو المزاح، كما لا ينبغي الاستجابة لتهديد الاتهام بثقل الظل وعدم تقبل المزاح، لا يجب أن نقع في هذا الفخ ويجعلنا نقبل بحدوث تطاول الآخرين علينا بهذا الشكل، فما يضايقنا يجب أن يتوقف، حتى وإن كان مزاحا.
السخرية من شخوصنا وأفعالنا
السخرية هي أحد صور تطاول الآخرين علينا، ولن نبالغ إن قمنا باعتبارها أخطر صور تطاول الآخرين على الإطلاق، وتكمن خطورتها في صعوبة إيقافها والرد عليها، خاصة باتخاذها القالب الساخر والحديث الهزلي، والسخرية لا تضايقنا وتثير حفيظتنا فحسب، بل يتضاعف الغضب منها لسبب وحيد وهو قدرتها على إضحاك الآخرين علينا، كما تزيد خطورة السخرية بسبب سهولة خلودها في الأذهان وبقائها في الذاكرة، كما لها القدرة على الربط بيننا وبين تلك السخرية، وتضعف ثقتنا بأنفسنا، والسخرية باب كبير يمر خلاله تقليدنا في طريقة الحديث أو السخرية من شكلنا وملابسنا وثقافتنا ووجهات نظرنا، وعندما يأخذ تطاول الآخرين شكل السخرية يصعب التعامل معنا بجدية أو الشعور بنا.
التطفل على حياتنا والتدخل فيها
البعض يخطي ء بحصر تطاول الآخرين في الإهانات المباشرة والسباب الموجه لنا، فالتطفل على حياتنا هو أحد صور تطاول الآخرين علينا، والتطفل هو فرض بعض الأشخاص لأنفسهم علينا وعلى حياتنا، ويبدأ هذا التطفل من مجرد الجلوس بجوارنا دون مراعاة مساحتنا الشخصية، كما يبدو التطفل في السؤال عن حياتنا الخاصة بشكل لم نسمح لهم بمعرفته، ويبدو التطفل في أبسط الأسئلة كالسؤال عن الراتب والإلحاح في معرفة أمور عائلية أو أسرار نفضل الاحتفاظ بها، والتطفل أيضا هو التطفل على ممتلكاتنا وأدواتنا، حتى لو كانت تلك الممتلكات هي مجرد كتاب نضعه أمامنا على الطاولة أو هاتف يرن، فقراءة اسم المتصل هي صورة من صور التطفل والذي يمكن إدراجه في قائمة تطاول الآخرين علينا، فانتبه لذلك ولكافة أشكال التطفل والتدخل في حياتك الخاصة وقراراتك الشخصية.
الإهانات المباشرة
ربما كانت صور تطاول الآخرين السابقة غير واضحة، وربما تحتاج دقة الملاحظة لرؤيتها ومعرفة ما تستبطنه، أما الإهانة فهي أوضح صور تطاول الآخرين على الإطلاق، فهي اعتداء متعمد وواضح على شخصك، فلا حاجة لذكاء خاص لملاحظة تطاول الآخرين عليك عندما يقومون بسبك أو سب أهلك، والإهانات كثيرة وشائعة، ولا تتوقف عند الغرباء والأعداء للأسف، فقد تحصل على إهانة شديدة مؤلمة من أقرب الناس إليك، فقد تأتيك الإهانات من الأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة والعمل، وقد تكون إهانة بسيطة لشخصك أو تكون كبيرة، وربما تأتيك الإهانة بالنيل مما تحب وتحترم، فقد تأتيك بسب الدين الذي تعتنقه، وفي جميع الأحوال يسهل معرفتك للإهانات، يجب فقط اعتبارها ضمن تطاول الآخرين الذي يجب مواجهته وإيقافه.
الاعتداء عليك وعلى ممتلكاتك
للأسف لا يتوقف تطاول الآخرين عند المزاح الثقيل والسخرية وحتى الإهانات، فقد يمتد تطاول الآخرين إلى الاعتداء بدرجاته، فقد يكون تطاول الآخرين عنيفا فيحدث الاشتباك البدني والدفع والضرب، ولا يندرج هذا تحت المزاح بأي شكل، فبمجرد رفع الأيادي لا يمكن اعتبار ذلك أي شيء غير تطاول الآخرين، وينطبق الأمر ذاته على الاعتداء على أقاربك أو أي أحد يخصك، والأمر ذاته ينطبق على الاعتداء على ممتلكاتك سواء كانت هاتفك أو مقعدك أو سيارتك أو حديقة منزلك، فكل تصرف بدون استئذان وبدون انتظار موافقتك هو تطاول، حتى لو كنت ستوافق وكان هذا معروفا بشكل مسبق، فعدم استئذانك قبل استعمال أي شيء يخصك هو أحد صور تطاول الآخرين.