ضعف الأمم
لا يمكن أن تضعف أمة من الأمم إلا من خلال تواجد أسباب الضعف وعوامل الانحدار والتردي في جسدها، ولعلَّ العامل الرئيسي لضعف الأمم والذي يعتبر أساس انحدارها وجوهره الحقيقي يكمن في عدم الاهتمام ببناء الإنسان، والانشغال عنه بالأمور الأخرى.
كما حدث في قصة سور الصين العظيم، فبدلاً من أن ينشغل الصينيون في بناء الإنسان، وتوعيته، والارتقاء به، وتهذيبه، انشغلوا برص الحجارة فوق بعضها البعض ظناً منهم أن السور العظيم الذي يعملون على تشييده سيقيهم نيران الهجمات الخارجية، غير أن الأعداء لم يحتاجوا لا إلا هدم السور، ولا إلا تسلقه حتى، فكل ما فعلوه هو رشوة الحارس الصيني الذي قام بإدخالهم بشكل طبيعي إلى الأراضي خلف السور.