طاهر عبد العظيم وحبه للطبيعة 3من اصل3
وفي أحيان أخرى يؤكد قيمة الخط أو يختزل بعض التفاصيل فيحول الأشكال لمسطحات لونية متجاورة أو
يضحي ببنية الشكل الفراغية وأبعاده المنظورية فتصبح جميع مفردات المشهد لها نفس الحضور في عين
المشاهد ويتحول المشهد إلى سجادة شرقية بهية حافلة باللون والبهجة.
إنه ينتخب من الطبيعة مشاهد خاصة كأنما يريد أن يختار لنا مواطن الجمال فيها فيجعلنا كأننا نراها للمرة
الأولى، هو يستمتع بقيادة أعيننا لمتابعة ما استهواه في المشهد وجعله أكثر تألقا وهو يمارس هذا الفعل
بمحبة وشغف وتحقق يكسب الطبيعة ذلك الحضور الآر.
ويستخدم الفنان تقنية تنشأ عن طبقات اللون المتتالية التي يتحرك فيها أدائه المفضلة “سكين الباليتة ” ذهابا
وإيابا فقيادته الاحترافية لعمليات الحذف والكشط والإضافة فيصبح سطح العمل الفني ثريا نابضا رقراقا
بضوء مشع خاطف للبصر يعيدنا من خلاله إلى أجواء ألفريد سيسلي ومونيه ورينوار.
ومن خلال الأداء المتمكن بسكين الباليتة أحيانا ما يسطح الفنان الأشكال ويختزلها فتقترب من عتبات
التجريد. وأحيانا أخرى يختزل التفاصيل دون أن يفقدها حضورها وأحيانا أخرى يدمج اللمسات ويحولها
لمساحات صغيرة متقاطعة أو يخلق من خلالها تلك الحالة الضبابية التي تخفف ثقل الأشياء وتكسبها صفة
اللامادية. جميع ذلك من خلال أداء لوني متمكن “وباليتة” ثرية واستمتاع بالعمل لا تخطئه العين، لقد أحب
الفنان طاهر عبد العظيم الطبيعة بإخلاص وجعلنا نعيد النظر إليها بعين جديدة أكثر بهاء.