طرق الدخول إلى كهف الرجل
الصمت
هناك نوع من الرجال يحب أن يصمت فقط دون أن يفعل شيء أخر. والمشكلة هنا أن هذا الشخص في طبيعته ربما لا يكون صموتًا أو معتاد على الصمت لفترات طويلة، أو غير هادئ الطباع. ولكن الذي يحدث هو رغبة عارمة تنتابه في أن يصمت ولا يتكلم ولا يسمع. هو فقط ينفصل عن العالم لمجرد أنه يريد أن يشعر بنوع من أنواع الخصوصية. أو يريد أن يشعر بالتركيز، أو لأي سبب من الذين سنذكرهم فيما بعد. ومشكلة هذا الشخص أن الناس من حوله غالبًا تعتقد أنه تغير فجأة أو أنه أصبح متكبر، أو أنه يصطنع الحكمة. معظم الأحكام عليه تكون سلبية، ولكنه هو في الأخير لا يبالي. لأنه في الحقيقة هو دخل كهف الرجل عن طريق الصمت، لمجرد أنه لا يريد أن يبالي. فهو يقصد أن يتجاهل كل شيء حتى الكلام الذي يتكلم إياه.
الجلوس وحيدًا
وهذا قد يكون غريب أكثر من الصمت، حيث أن هذه الطريقة في الدخول إلى كهف الرجل، غالبًا مستفزة جدًا لمن حولهم. وخاصة للزوجات، لأن الزوجة لا تفهم فكرة الرغبة المفاجئة للانعزال من الزوج. وتسأل نفسها لماذا هو لا يريد الجلوس معي! وتنظر لنفسها في المرآة لعلها تكون قبيحة. ولكن الذي يحدث هو أن الرجل فقط يريد أن يصير بعيد عن الناس ليس أكثر ولا أقل. وقد يفعل الرجل هذا الفعل عن طريق أن يجلس وحيدًا في غرفته وهي ظلام أو أن ينام على السرير، أو أن يجلس ليدخن السجائر وهو ينظر في اللا شيء. الموضوع يكون نسبي من رجل لرجل في طريقة جلوسه وحيدًا. ولكن الشيء الأساسي بين كل الرجال، هو أنهم غالبًا إما لا يفكرون في شيء، فهم فقط يريدون أن يكونوا وحيدين لفترة ما. إما أنهم يفكرون في شيء لدرجة كبيرة جدًا. ومن هنا فكرة المقاطعة له ستكون فكرة سيئة جدًا لا أنصح الزوجات أن تفعلها.
السفر بعيدًا
هذا الأمر معروف جيدًا في الدول الغربية، ولكنه ليس معروفًا جدًا عندنا نحن الشرقيين. ولكن في الدول الغربية من الطبيعي أن يطلب الزوج من زوجته أن يذهب وحيدًا ليسافر إلى مكان، فقط ليجلس فيه مع نفسه ويفكر في بعض الأشياء التي يريدها بذهن صافي. والحقيقة أن كهف الرجل معروف ومقدر لدى الغرب، لأنه أثبت فعاليته مع الرجال هناك. لأن كل من يتجه منهم إلى كهفه الخاص، غالبًا يحافظ على اتزانه النفسي بصورة جيدة جدًا. ويحاول جاهدًا أن يكافئ الزوجة على تحملها لعدم وجوده معها. ومن هنا تكون العلاقة مبنية أكثر على العطاء والأخذ بطريقة جيدة جدًا وسليمة جدًا. أيضًا موضوع السفر لا يحتاج من الرجل أن يسافر من قارة إلى قارة، بل هو فقط من الممكن أن يذهب إلى مكان أخر ليس إلا مجرد كونه مكان مختلف غير المعتاد عليه. ليكون بالنسبة له نوعًا ما تغير هيكلي لمشهد الحياة التي يعيشها مما يساعد الشخص على الارتياح داخل كهفه العقلي.
الاختفاء دون إنذار
وهو يحدث أكثر عند الرجال الشرقيين. وذلك كما قلنا لعدم وعي النساء الشرقيين لموضوع السفر. ولذلك أحيانًا كثيرة لا يرجع الرجل إلى بيته بطريقة طبيعية بل يغلق هاتفه ولا يظهر لمدة يومين أو ثلاثة، أو مهما كانت المدة التي يأخذها. ويفاجئ الجميع عند عودته أنه لم يحدث له شيء. هو فقط يحتاج إلى أن يكون داخل كهف الرجل الخاص به، وقد فعل ذلك من خلال الاختفاء المفاجئ. ولكن تظل هذه الطريقة في الدخول إلى كهف الرجل من أسوء الطرق التي يستخدمها الرجال، لأنها تتسبب كثيرًا بقلق المهتمين وأسرة هذا الرجل. ولا سيما لو كان مازال شابًا، غالبًا أسرته ستقلق جدًا عليه. ولكن في المقابل يجب على العائلة أن يتفهمون أن هذا الفعل هو خارج إرادته، وأنه اضطر لفعل ذلك نفسيًا لأنه يحتاج له.