طريقة المواقع
1 من أصل 2
أقدم طريقة لإعانة الذاكرة هي طريقة المواقع، التي تعلمناها منذ عصور سحيقة ومستخدمة حتى يومنا الحاضر. تنطوي هذه التقنية على حفظ سلسلة من الأماكن أو المواقع المألوفة والبارزة، ويمكن للطلاب استخدام أماكن من مباني مدرستهم أو جامعتهم. العنصر الأول المطلوب تذكره يتم تخيله في أول هذه الأماكن (أي: باختلاق صورة ذهنية)، ويتم تخيل العنصر الثاني في المكان الثاني، وهكذا دواليك. وينطوي الاسترجاع اللاحق لهذه المعلومات عندئذ على التنقيح العقلي للأماكن وإعادة التعاطي مع كل من الصور التي اختُلقت سابقاً. وأثبتت الأبحاث الفاعلية العالية لهذه التقنية، ولكن قد يكون استخدامها محدوداً بسبب عدم التوافر النسبي للمواد والمواقع المناسبة التي يستطيع بها المرء اختلاق الصور.
يزعم أن مصدر هذه التقنية يرجع إلى الآتي: في عام ٥٠٠ تقريباً قبل الميلاد، حضر الشاعر اليوناني سيمونيديس احتفالاً. وبعد تقديمه ثناءً هناك بفترة قصيرة، تم استدعاؤه. اتضح أن هذه كانت ضربة حظ بالنسبة إليه؛ لأنه بمجرد رحيله انهارت أرضية قاعة المأدبة وأصيب وقُتل العديد من ضيوف المأدبة. تشوهت جثث كثرية في هذه المأساة، حسبما زعم؛ مما جعل من المستحيل للأقارب التعرف على الأشخاص لكي يقيموا لهم مأتماً مناسبًا. ولكن سيمونيديس اكتشف أنه يستطيع أن يتذكر بسهولة كبرية أين كان يجلس معظم الضيوف في الوقت الذي غادر فيه قاعة المأدبة؛ مما جعل من السهل تحديد الأفراد.