طريقة عمل دراسة جدوى لمشروع…
نشاء مشروع قبل البدء بأي مشروعٍ يجبُ التأكُّد من مدى أمانه، ومعرفة المخاطر والخسائر التي يمكن تحمّلها في حال فشله، وهنا بالضبطِ تكمنُ أهميّة عمل دراسةِ جدوى للمشروع، فهي دراسةٌ لفكرتهِ قبل تطبيقِهِ على أرضِ الواقع، وبناءً على النّتيجةِ النهائيّة للدّراسةِ يتمُّ الحصول على قرارٍ حول المشروع إذا كان مُجدياً اقتصادياً، أو غير مُجدٍ ولا يوفّرُ أيّ عوائدٍ اقتصاديّة مُفيدة. مفهوم دراسة الجدوى للمشروع تُعرف دراسةُ الجدوى بأنّها الدراسةُ التي يجب القيامَ بها قبل البدء بتنفيذِ المشروع بغض النّظر عن حجمه أو نوعه، وهي تعتمد بالنتيجةِ على الإجابة على سؤالين: الأول: هل يمكن تنفيذ المشروع، أي هل هو قابل للتنفيذ؟ فإذا كانت الإجابة (نعم) يتمّ الانتقال إلى السؤال الثاني والذي سيكون: كيف نقوم بالتّنفيذ، أي ما هي خطوات التّنفيذ بالتّفصيل؟ يُعرَف المشروع بأنّهُ مجموعةٌ من الأعمال أو الأنشطة التي تستهلك الموارد، بهدف الحصول على نتيجةٍ مُعيّنة.
أهمية دراسة الجدوى إنّ لدراسةِ الجدوى أهميّةٌ لأيّ مشروعٍ اقتصاديّ، وتتلخّصُ أهميّتها بالنّقاط الآتية:
توضيحِ كافّة الأفكار أو التّفاصيل الخاصّة بالمشروع لسهولةِ التّعامل معه. مُساعدة المستثمرين على الاختيار بين الفُرَص المُتاحة لاستثمارِ المشروع بطريقةٍ صحيحة. تعدُّ النّتائج التي يتمُّ الوصول لها من خلال دراسةِ الجدوى وسيلةً لمُتابعةِ المراحل الخاصّة بتنفيذ المشروع. تحقيق الأهداف المُتَرتِّبة على المشروع، والتي تُؤدّي إلى الحصول على منفعةٍ ماديّة، أو الوصول إلى نتيجةٍ مُعيّنة. العملُ على تحديدِ المصادر المُناسبة لتوفير الدّخل الخاصّ بالمشروع. أهداف دراسة الجدوى تسعى دراسةُ الجدوى إلى تحقيقِ مجموعةٍ من الأهداف، وهي:
وضعُ مجموعة من الأساليب التي تُساعدُ على التّعاملِ مع المشروع بأسلوبٍ مُبتَكَر ومُتطوِّر. فهمُ المُصطلحات الخاصّة بالمشاريع الاقتصاديّة، مثل: القِيَم الماليّة، والأدوات الفنيّة، والوسائل الاستثماريّة. الحرصُ على دراسةِ حالة السّوق العامّة، والتي تُساهمُ في معرفةِ حجمِ الطّلب على المُخرَجات الخاصّة بالمشروع. قياسُ الآثار النّاتجة عن المشروع على المَنشأة بشكلٍ خاص، وعلى القطاع الاقتصاديّ بشكلٍ عامٍّ، ويُساهم ذلك في تحديدِ إمكانيّة الاستمرار في المشروع، أو اختيار مشروعٍ بديلٍ عنه. اختيارُ وتوظيفُ الأفراد من أصحاب الخبرة في مجال المشاريع الاقتصاديّة، ممّا يُؤدّي إلى توفير الدّعمِ المهنيّ لمراحلِ تنفيذ المشروع. طريقة عمل دراسة جدوى لمشروع تشملُ طريقة عمل دراسة جدوى لمشروعٍ على مجموعةٍ من الخطوات، وهي: التفكير بإنشاء المشروع وتكون بتحديدُ كافّة الاحتياجات غير المُشبعة، أو المُشبعة بشكلٍ جُزئيّ في البيئة المُحيطة بالمشروع، فيجب تطبيقُ دراسةُ الحاجات غير المُشبعة عند فئة من النّاس يتمُ استهدافها من خلال المشروع؛ لأنّ الاعتماد في التّركيز على الحاجات المُشبعة قد يُؤدّي إلى فشل المشروع وعدم نجاحه في تحقيق أهدافه، ويجبُ أن تكونَ فكرة المشروع مُميّزة، وتختلفُ عن أفكار المشاريع الأُخرى، إذ لابدّ من الابتعاد عن محاولةِ تكرار أفكار المشاريع الأخرى الموجودة، لذلك، من المُهمّ البحثُ عن فكرةٍ لم يُفكّر بها أحدٌ سابقاً.
جمع البيانات الاقتصاديّة تُعرف البيانات الاقتصاديّة بأنّها بياناتٌ بسيطةٌ بطبيعتها ولا تُكلّف نفقاتٍ كبيرةٍ لجمعها، ولكنّها قد تتطلّبُ تحليلاً دقيقاً وتفصيليّاً للسّوق المُستهدَف، وقياس نسب العرض والطّلب، والمُنافسة الموجودة بين المشاريع الأُخرى. وتهدفُ هذه البيانات إلى التَأكُّدِ من عدم وجود مُشكلةٍ كبيرةٍ وجوهريّة تمنعُ تنفيذ المشروع على أرضِ الواقع. تشملُ البيانات الاقتصاديّة مجموعةً من المعلومات الأساسيّة التي تُقدِّمُ الدّعم للمشروع، مثل:
مدى الحاجة إليه (الحاجة غير المُشبَعة) عند فئةٍ من الأفراد في المُجتمع. المُتطلّبات الماديّة للمشروع والتي تشملُ: الأموال، والعُمّال (الموظّفين)، والمكان (الموقع) كالمبنى، أو المكتب أو المحلّ أو غيره، والسِّلَع أو المواد الأوليّة الخاصّة ببدءِ التّنفيذ. تحديد مراحل نموّ المشروع؛ حيثُ إنّ حجمَ المشروع يبدأُ صغيراً (تجريبيّاً)، ومن ثم ينتقل من مرحلة بعد أُخرى من النّمو يكبر حجمه، والأمر كذلك يحصل مع حجم الأرباح المُتوقَّع تحقيقها بعد نجاح كل مرحلةٍ من مراحل نمو المشروع. تقديرُ حجم التّكاليف المُخصّصة للمشروع، والتي تعتمدُ بشكلٍ رئيس على رأس المال المُتاح، والخُطّة الماليّة التي سيتمُّ تطبيقها لتنفيذ مراحل المشروع، والتي تُساهمُ في معرفة قيمة النّفقات والإيرادات. وضع مجموعةٍ من البدائل هي المرحلةُ التي تهدفُ إلى توفير مجموعةٍ من البدائل التي من المُمكن استخدامها بدلاً عن البيانات المرفوضة، والتي يصعبُ تطبيقها لوجود عوائقَ اقتصاديّةٍ، أو ماليّة، أو استثماريّة، ويجبُ أن يكونَ كلّ بديلٍ بيانيّ مساوٍ بالقيمةِ النوعيّة للبيان الأصليّ، ولكنّه يختلفُ عنه في القيمة الماليّة، أو طريقة التّطبيق المُتّبعة في خطّةِ دراسة الجدوى الاقتصاديّة، ويجبُ أن يتمَّ الحرصُ على تقييم البدائل قبل وبعد تنفيذها للتَأكُّد من توافقها مع طبيعة المشروع، وتأديتها للمَهمةِ المطلوبة منها.
تطبيق نتائج دراسةِ الجدوى هي المرحلةُ الأخيرة في عمل دراسةِ الجدوى، والتي تُقرّر إذا ما كان المشروع يستحقّ التّنفيذ أم لا، وتحتوي هذه المرحلة البيانات والمعلومات النهائيّة الأكثر تفصيلاً، وتُطبَّقُ الخطواتِ الآتية:
عمل دراسة تفصيليّة للسّوق أو مجال المشروع المُراد التّعامل معه. دراسة المُستلزَمات والمُتطلَّبات الماليّة للمشروع بالتّفصيل من عمل تقييم ماليّ للمشروع. اللّجوء إلى العاملينِ والمُختصّين في مجالات الإدارة أو التّسويق أو التّخطيط أو المُحاسبة وغيرها لجمع المعلومات اللازمة لحسابها وتحليلها بدقّة. المباشرة في تنفيذ المشروع. نصيحة عند عمل دراسة الجدوى للمشروع يجبُ عدم التَسرُّع بالقفزِ إلى التّنفيذ؛ لأنّ فشلَ المشروع بالدّراسةِ (على الورق) أسهلُ من فشلِهِ وهو قيدُ التّنفيذ؛ لأنّ الفشل ورقيّاً أقلُ تكلفةً ماديّة ويمكنُ تصحيحُ عيوبهِ بسهولة، ودراسةُ الجدوى موضوع كبيرٌ وعميق، وقد كُتِبَت كتبٌ ومؤلفاتٌ ومقالاتٌ عديدة عنها، والتي ساعدتْ العديد مِن المستثمريّن على المُباشرةِ في عملِ دراسة الجدوى الخاصّة بمشروعاتهم.