طعام النسر
يطير النسر بشكل انسيابي لذا فهو يحتاج إلى هواء دافئ من أجل طيرانه، وفي الصباح الباكر عندما يكون الهواء بارداً يعتني النسر بريشه، ويمشطه تحضيراً لرحلة البحث عن طعامه، وعندما يُصبح الهواء دافئاً تخرج النسور من الجبال التي تنام بها ليلاً، وتُسارع في البحث عن غذائها، وباستطاعتها الابتعاد لمسافات بعيدة عن مساكنها إلى أن تلقى مطلبها.
إنّ النسر لا يتغذى إلا على الجيف، ولا يقترب من الكائنات الحية، لذا فهو لا يحتاج إلى المخالب الحادة فله مخالب قصيرة، وجناجان طويلان وواسعان ومُناسبان للطيران الانسيابي لمسافات طويلة، ويستطيع النسر العثور على جيفته من خلال حاسة بصره الدقيقة القوية، حيث يستطيع رؤيتها خلال طيرانه في حقل واسع عن بعد عدة كيلومترات، وعندما يلقاها ينزل إليها بسرعة كبيرة جداً، وعند رؤية النسور الأخرى ما يفعله هذا النسر فإنّها تعلم بوجود طعام ما فتلحق هي الأخرى به.
تتناول النسور طعامها بالترتيب فتبدأ الكبار بذلك ثمّ الصغار، وفي بعض الأحيان تحدث معارك بينها بخصوص حق أولوية الأكل بين النسور المتساوية الأعمار والقوة، وعند انتهائها من تناول الطعام تُنظف نفسها من بقاياه، وتنتظر قليلاً إلى أن تهضمه كي تتمكن من الطيران، فهي تأكل كميات كبيرة من الطعام، بسبب عدم تيقنها من إيجاده في المرات القادمة.