طفلك في السنوات الأولى من عمره 3 – 4

وبطبيعة الحال، إن الطفل الأعسر، قد يفقد بعض الامتيازات، في عالم صنع كل شيء فيه ليستخدم باليد اليمنى، غير أن الضرر الذي سيصيبه، سيكون أكبر، فيما لو أجبر على استخدام يده اليمن. وحينئذ سيشعر بأنه منبوذ، وقد يصاب بانهيار عصبي. ويقال إن الأعسر قد يصاب العثمة اللسان، إذا أجبر على استخدام يده اليمنى. ولابد أن هذا يعد بمثابة رد فعل للشعور بعدم الأمن، الذي ينجم عن إحساسه بأنه يختلف عن الآخرين، ما دام يعامل بطريقة مخالفة؛ أو بمعنى آخر، إحساسه بأنه غير مقبول.

وتتبع التقدم الذي يحققه الطفل في استخدام يديه، سلسلة كاملة من الأنشطة، تجعل الطفل سعيداً: كاستخدام الملعقة، أو الشركة، أو الاشتراك في عملية الاغتسال، وارتداء الملابس. ونادراً ما نجد الأم تشجع طفلها، وتوجه له النصح، عندها يبدي رغبته في تناولت طعامه،  أو ارتداء ملابسه، أو تصفيف شعره بمفرده. فهي تكتفي بأن تدعيه يمسك بمعلقة، في الوقت الذي تطعمه فيه، وألا توجه له اللوم، عندما يخلع حذاءه، لكنها تبادر بإعادته إلى قدميه على الفور. وتكون النتيجة، أن مساعدة الطفل لم تسفر إلا عن ضياع الوقت. غير أنه يجب أن يترك الطفل يتصرف كما يروق له، من وقت لآخر. فهذه المحاولات ستساعده على الاستقلال في أسرع وقت، وسيكون هذا في صالح الأم نفسها. وأكثر من ذلك، فإنه سيدرك بعض العلاقات المنطقية، إذ أنه سيفهم أن عليه القيام ببعض الحركات بذراعه ويده، ليشبع جوعه؛ أو أهنه يجب أن يفك رباط الحذاء، ليخرج قدمه منه. وفي نهاية السنة الثالثة، يكون الطفل قد تعلم أن يأكل بدون مساعدة أحد.