طفلي الصغير يكذب ما الحل؟

طفلي الصغير يكذب: ما الحل؟

طفلي الصغير يكذب ما الحل؟

مع بلوغ طفلك عامه الثاني، تبدأ بعض السلوكيات في الظهور بشكل مفاجئ، منها سلوكيات إيجابية ومنها أيضًا بعض السلوكيات السلبية التي يجب الحذر عند التعامل معها وتقويمها حتى لا تتفاقم مع مرور الوقت، ويعتبر الكذب عند الأطفال من أبرز السلوكيات السلبية التي تظهر مع تقدم العمر، تعرفي معنا على أسبابه وكيف يمكنك تقويم هذا السلوك عند طفلك.
أسباب الكذب عند الأطفال
سنتحدث في البداية عن الأطفال من عمر 2-4 سنوات، وهي الفئة التي لا تعي مفهوم “الكذب السيئ”، ويبدأ هذا السلوك في الظهور مع مواقف بسيطة، مثل: أن أخاه الصغير تناول طعامه رغم أنه لم يتجاوز شهرين من عمره، أو أن بطنه يؤلمه لمجرد أنه لا يريد تناول الطعام.
هو في الحقيقة لا يعي تمامًا أن ما يفعله كذب، ففي هذه السن لا يعرف الطفل أن هناك حقيقة وكذب كما أنه يمتلك مخيلة واسعة تجعله يختلق أشياء لم تحدث في الواقع، سواء مع إخوته أو أصدقائه أو حتى مع الكبار. فلا تستغربي إذا سلك طرقًا مختلفة للحصول على بعض الأغراض، أو سرد أشياء غير حقيقية خوفًا من أمر ما، فهو لا يعلم في النهاية أن ما يفعله يصنف على أنه “كذب”، وبالتالي من غير المنطقي أن تتحدثي معه بهذا المفهوم وهو لا يفهمه بعد.
كيف نعالج الكذب عند الأطفال؟
الطريقة التي تتبعينها في التعامل مع صغيركِ هي ما ستحدد سلوكه عندما يكبر ويفهم الفارق بين الكذب والصدق، ومن النقاط المهم أخذها في الاعتبار:
لا تحاولي شرح مفهوم “الكذب” في هذه السن بشكل مباشر، والأفضل أن تروي له قصصًا مختلفة وإيجابية تبين له مفهوم الحقيقة، وأهمية قول ما يحدث فقط دون زيادة منه.
حاولي وضع الموقف في صورة حوار بسيط، لا تهاجميه على فعلته بشكل يخيفه، فهو لا يزال غير قادر على التمييز بين الكذب والصدق، فعندما يذكر طفلك مثلًا: أن أخاه الصغير تناول البسكويت الخاص به، رغم أن أخاه لم يتجاوز شهرين من عمره، أظهري دهشتكِ مما يقوله وتوجهي بإصبعك إلى فمه وذقنه، وقولي له إنك ترين على فمه بقايا من البسكويت، فمن أين جاءت؟
ركزي معه في المواقف المختلفة على الموضوع نفسه، فمثلًا إن كان يتحجج بألم في بطنه حتى لا يتناول الطعام، خذي الموضوع بجدية ولا تقللي مما يقول بالرغم من معرفتك أنه يختلق الأمر. واجعليه يذكر لكِ منطقة الألم بالضبط، ثم اقترحي عليه أن يتناول مشروبًا ساخنًا لكي تتحسن معدته، المهم في النهاية هو التركيز على ما يقول وليس السلوك في حد ذاته.
سيطري على غضبك مع طفلك، فهو من أسوأ الطرق لحل أي سلوك عند الصغار.
اتركي له مساحة كافية لاتخاذ القرارات، وقدمي له اختيارات في الطعام والملابس وغيرها، ففي هذه السن تبدأ شخصية طفلك في النضوج والتكون بشكل واضح، ويحب أن يشعر فيها بالاستقلالية وحرية الاختيار في أغراضه البسيطة، وهذا سيحسن من سلوكه بشكل عام.
الكذب عند الأطفال في سن الخامسة
بعد انتهاء العام الرابع من عمر الطفل، ومع دخوله المدرسة، تبدأ شخصيته في النضوج بشكل أكبر، ويستطيع توقع ما سيحدث عند قول الكذب أو الحقيقة. وهنا تتغير الدوافع وراء الكذب، وعلى رأسها: الخوف من غضب أحد الوالدين أو المدرِّسة أو أحد أصدقائه عند قوله الحقيقة، فهو يعي أنها لن تعجبهم ويتوقع عندها رد فعلهم، لذا يضطر إلى الكذب.
من المهم أن تعرفي أنه لا يكذب من أجل “الكذب”، فهو يكذب في الغالب لكي يتجنب العقاب، ما سيجعل تعاملكِ مع الأمر يحتاج مزيدًا من الذكاء.
كيفية التعامل مع الطفل كثير الكذب
لا تعاقبيه أبدًا على ذلك في البداية، ولكن انظري لِماذا كذب، وإذا كنتِ شخصية عصبية أو تغضبين لأتفه الأسباب، فحسني من سلوكك وطمئني طفلكِ حتى لا يخاف من قول الحقيقة لكِ في أي وقت.
اجلسي معه بهدوء في جلسات منفصلة، من أجل توصيل الفارق بين الشخص الكاذب والصادق في حياته بشكل عام، ومن المهم ذكر أمثلة تناسب سنه.
ركزي معه على الألعاب والمواد الصوتية والمرئية، التي تركز على قيمة الصدق في الحياة.
كوني أنتِ وأبوه قدوة له، فلا يمكن تحت أي ظرف أن يرى أحدكما يكذب على الآخر ولو في أتفه الأمور.

m2pack.biz