طفلي يقارن بين مستوى أسرتنا وأسرة صديقه.. ماذا أفعل؟
ربما تكون هذه واحدة من الجمل التي يقولها طفلكِ لكِ وهو يقارن بين مالديه ومايملكه صديقه.
هنا سيبدأ الطفل بالمقارنة بين تفاصيل حياته وحياة صديقه، وسيكون دورك هو شرح أن الجميع ليسوا مثل بعضهم، ولكن هناك من هم أقل ولا يجدون حتى الطعام، وهناك من يستطيعون أن يشتروا أشياء بشكل معقول، وهناك من هم أكثر قدرة على شراء أشياء أغلى.
المرحلة العمرية
توقف التعامل مع الموقف بحسب المرحلة العمرية لطفلك، فالأطفال ما بين 4 : 6 سنوات يحتاجون إلى شرح مبسط لفكرة تباين الطبقات، وبحاجة لجولة في الشارع ليرى المحتاجين، ليقدر النعمة التي يملكها.
وهنا يجب أن تشرحي للطفل أن كل شخص لديه ما يميزه، وليس ما يميز الإنسان المال ولا الألعاب الكثيرة.
مقاومة فكرة المقارنة
فكرة المقارنة قد تنبع من رغبة الطفل في تملك الأشياء التي يراها في يد أطفال أخرين، أصدقاء أو أقارب، لكن عليكِ أنتِ أيضًا البعد عن فكرة المقارنة أو التحدث عن ما يملكه الأخرون، فالأطفال يكونون انعكاس لأهلهم.
اطلبي من طفلكِ ماهي الأشياء التي يريدها، ولماذا، وتناقشي معه حول أهمية تلك الأشياء له، ومدى استفادته منها، أم أنه يريدها فقط، لأن صديقه يملكها؟
سألني طفلي في مرة، “لماذا يا ماما لا تملكين سيارة مثل أم صديقي؟”، شرحت له فكرة الاختلاف بين احتياجات الناس، فمنزلنا قريب إلى العمل ولا أحتاج إلى السيارة مثل غيرنا.
ببساطة وهدوء يمكنك شرح الأمور لطفلك، لا داعٍ لتأنيبه على رغباته في تملك ما يملكه الأخرون، لأنه مجرد طفل يحتاج إلى التوجيه وفهم الأمور بشكل بسيط.
وقد عقدت مع ابني اتفاقًا ينص على “ليس كل ما نراه يمكننا تملكه، وليس كل ما يستطيع غيرنا تملكه يمكننا تملكه”، هذه العبارة حفظها طفلي بعد أن شرحتها له، لا ينتهي الأمر عادةً من المرة الأولى، بل سيحتاج الأمر تكرارًا واستمرارًا لشرح الفكرة وتذكير الطفل بالاتفاق الذي عقدتماه معًا.
الأطفال دائمو النسيان، ومن الصعب أن يتحكموا بأنفسهم كما يفعل الكبار، فالصبر والتفهم هو الطريق لفهم طفلك مسائل معقدة، مثل: الرضا وعدم النظر لحاجات الأخرين.