ولعله من المفيد عن هذه النقطة مناقشة مفهوم المجموعة ، والذي عادة ما يتم استخدامه كمقابل لمفهوم الطبقة الاجتماعية في دراسة سياسات الشرق الأوسط . ونظراً لأن عدداً من مجموعات عائلات الأعيان يمكن التعرف عليهم من بين مناصري بنك مصر ، فما هي قيمة استخدام المفهوم بهذا الشكل في إطار محاولة فهم تطور مجموعة شركات مصر ؟ تكمن الإجابة في أن الظروف الاقتصادية ـ الاجتماعية التي أضفت مدلولاً على مفهوم المجموعة تولدت في إطار الخضم الأوسع من التوغل الإمبريالي في مصر . وهكذا ما كانت مجموعة أعيان المنيا ـ ومثلها من محافظات أخرى ـ لتصبح بمثل هذه الدرجة من التأثير في تأسيس بنك مصر ، وبالتالي بدايات التصنيع في مصر ، لولا تمكنها من القيام بتجميع رأس المال الناتج عن بيع القطن في السوق العالمي . هذا فضلاً عن أن مواقف عائلات المنيا من رأس المال الأجنبي لم تكن لتتحول من المساندة للمعاداة لولا المشكلات التي واجهها ملاك الأراضي كنتيجة للانهيار المالي في 1907 . وقد يكون مفهوم المجموعة بذاته غير كافي في شرح تأسيس بنك مصر ، غير أنه مفيد من حيث توفيره لآلية تمت من خلالها تعبئة مصالح الطبقة وكذا تحديد سلوكها وشكل العلاقات فيما بين أفرادها . وبعبارة أخرى ، فإن تواجد المجموعات قوى من التناغم الداخلي للبرجوازية الزراعية ، لاسيما وأن المفهوم لا يكتسب معنى معبراً سوى عند تسكينه في هيكل الطبقات الأوسع حيث أنه يصبحمن المتعذر في غير هذه الحالات فهم كيفية تعبئة الموارد وماهية مؤشراتها . وإجمالاً ، فإن المجموعة فإن المجموعة والطبقة الاجتماعية يشكلان مفهومين مكملين لبعضهما ـ وليسا متنافرين ـ وذلك لمساعدتنا على فهم العمليات التي أدت لتأسيس بنك مصر وشركاته .