وقد تم رصد الممتلكات لثلاثة من أهم العائلات التي دعمت بنك مصر سياسياً واقتصادياً عبر فترة زمنية ممتدة . ولعله يصبح من الواضح أن مستثمري بنك مصر الذين قاموا بشراء مساحات شاسعة من الأراضي في الدائرة السنية أصبحوا مميزين بصورة أكثر وضوحاً عما سواهم من العائلات كل في قريته . هذا فضلاً عن أن عائلات الأعيان التي كانت تتمتع بالنفوذ خلال مطلع القرن التاسع عشر والتي فشلت في شراء مساحات إضافية من الأراضي من تلك التي عرضتها شركة الدائرة السنية تراجعت في النفوذ والمكانة الاجتماعية .
ولعل استقصاء الوضع في قرى أ خرى خلاف تلكا لمذكورة يقدم دعماً إضافياً للفرضية القائلة بأن رأس المال الأجنبي لعب دوراً أساسياً في تكوين البرجوازية الزراعية وفي خلق التناقضات بين أفراد هذه الطبقة وكذا الوعي بوجودها في حد ذاتها إلى الحد الذي دفع بهم لتحدي الهيمنة الأجنبية على مصر . فعائلة الشعراوي على سبيل المثال لم تضف كثيراً لملكيتها من الأراضي في قريتها المطاهرة لأنه لم توجد أراضي للدائرة السنية بها هذا فضلاً عن عدم توافر ما يشير للقيام بمشروعات كبيرة لاستصلاح الأراضي بها ، غير أن العائلة اشترت 281 فدان من شركة الدائرة السنية في سمالوط وفي مناطق أخرى من محافظتي المنيا وأسيوط ـ