وعلى الرغم من صعوبة الأخذ بادعاء أمين عفيفي بتضييع جده لأراضي العائلة ، فإنه يبدو واضحاً أن العائلة لم تكن ميسورة . وعلى النقيض من ذلك ، ترجع أصول أمين يحيى باشا لعائلة بالغة الثراء . أما صدقي باشا فكان ينتمي لعائلة من الطبقة الوسطى ، حيث شغل والده أحد مناصب البيروقراطية الخديوية مما جعله يتمتع بمركز أعلى من ذلك الذي شغله والد طلعت حرب والذي كان يعمل بإدارة السكك الحديدية الحكومية .
وفي محاولة ربط الخلفية الاجتماعية والتوجه الأيديولوجي ، فإنه يمكن الادعاء بأن أفراد البرجوازية المصرية الذين انتموا بالأساس لطبقات أدنى وأيضاً أولئك الذين كانوا ينتمون للطبقة العليا لم يلتزموا جان بالحركة الوطنية المصرية . على العكس من ذلك ، كانت البرجوازية الناشئة ، والتي كان طلعت حرب وسعد زغلول وإسماعيل وصدقي وعمر لطفي وحسن النواوي نتاجاً لها ، وهي التي صدت لرأس المال الأجنبي . وهو الأمر الذي تأكد أكثر في حالة أعضاء البرجوازية الناشئة من ذوي الأصول الريفية ، حيث كان يتم التمسك بالثقافة التقليدية المصرية في ريف مصر والمناطق ابدائية من المراكز الحضاية ـ كقصر الشوق . وعلاوة على ذلك ، فقد كانت طبقة الأعيان وصغار ملاك الأراضي هي الأكثر تمسكاً بالقيم التقليدية . وهو ما لم يكن عليه الحال مع العناصر بطيئة الاستيعاب من الطبقات الدنيا في الريف والحضر وكذلك بالنسبة لأبناء الطبقة العليا والذين كانوا وثيقي الصلة بالثقافة الغربية ورأس المال الأجنبي .
