فعلى العكس من معظم العائلات اليهودية الأخرى ، كان القطاوية مزارعين ولم يكونوا بالأساس مهاجرين من أوروبا أو من مناطق أخرى بالشرق الأوسط . وحقيقة أن القطاوية والعائلات اليهودية الأخرى استطاعت تكوين مؤسسات رابحة وتبوء مناصب في المجتمع المصري وكسب احترام الأوروبيين لم يكن بلا تأثير على طلعت حرب . فهذه العائلات اعتمدت على التضامن بين أفرعها ، وكانت فخورة بثقافتها وديانتها وتعمل داخل مجتمعها بطريقة إنسانية . وقد يستطيع المسلمون الوصول لنفس النتائج أيضاً إذا ما أصبحوا أكثر إدراكاً للحاجة للتكافل ولإحياء قيمهم التقليدية ، وهي الأفكار الرئيسية التي دأب طلعت حرب على التركيز عليها وتكرارها في كتاباته .
![طلعت حرب وتحدي الاستعمار3](https://xn--mgbaaebccr4cxezfcdfg0g.com//wp-content/uploads/2018/09/طلعت-حرب-وتحدي-الاستعمار3-10-300x167.jpg)
كذلك أدرك طلعت حرب أن العائلات اليهودية التي عمل معها لديها من الموارد ما لا يستطيع المصريون الحصول عليه ، فقد كان بمقدورهم الحصول على قدر كبير من رأس المال من البنوك والمستثمرين الأوروبيين ، وقد كان بنك الشرق الألماني مجرد مثال في هذا الصدد . فإذا كان طلعت حرب يفكر بأنه على المصريين إبداء المزيد من التماسك فيما بينهم للوقوف في وجه الثقافة الغربية للحيلولة دون انهيار مؤسساتهم التقليدية ، فلن يكون هذا كافياً لمواجهة الهيمنة الأوروبية على الاقتصاد المصري .
![m2pack.biz](https://xn--mgbaaebccr4cxezfcdfg0g.com/storage/2023/10/m2pack.com_2.jpg)