كل هذه المشكلات ، التي تكاتفت لإحداث تراجع في المستوى العام لإنتاج القطن قبل 1914 تصاعدت حدتها بسبب الحرب :
“خلال فترة الحرب العالمية الأولى ، توقفت كل الجهود التي بذلت لوضع حد للتراجع الحادث في إنتاج القطن . ومن بين كل هذه العوامل ، كان إرجاء في مشروعات الصرف بالدلتا العامل الأكثر أهمية دون منازع . . . وفي ذات الوقت تمخضت الحرب عن نتائج سلبية على الزراعة المصرية بشكل عام . فالفلاحون المزارعون ، وكذلك دوابهم ، تم استخدامهم في صفوف قوات العمال المصريين ، كما تراجعت واردات المخصبات الكيميائية ، وهو ما تزامن من تراجع في الحصص المخصصة لكل حقل من الأسمدة لتناقص حجم الماشية اللازمة لنقلها هذا فضلاً عن أن معظم الروث ـ الذي كان يستغل عادة كمخصب طبيعي للتربة ـ تم الاعتماد عليه كوقود لتعويض شح كميات الزيت . كذلك ، زادت التوجه نحو الري بالغمر كنتيجة للتوسع في الري الحر الذي اقتضته صعوبة تشغيل رافعات المياه التي تدار بالفحم ” .
وعلاوة على الصعوبات التي واجهتها زراعة القطن ، فإن تفاقم مشكلة ملكية الأراضي ساعد على تقويض مكانة البرجوزية بشكل أكبر خلال العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين .