كما عمد البنك لجذب مزراعي قطن جدد والتغلب على منافسيه من خلال سياسة القروض في البنك ، حيث اعتمد هامشاً للربح يقل عن ذلك الذي كانت تحصله البنوك الأجنبية . ونظراً لشروطه الميسرة للاقتراض ، يصبح من السهل تفسير تمكن البنك من الاستحواذ على العديد من الحسابات البنكية التي كانت موجودة لدى بنوك أخرى في السابق . ونظراً لأن كل هذه الحسابات الجديدة كانت خاصة بكبار ملاك الأراضي ، أضحى مصير بنك مصر أكثر اعتماداً على تصرف البرجوازية الزراعية .
كما كان العديد من ملاك الأراضي الذين أصبحوا عملاء للبنك ، تجار قطن مهمين ، منهم عائلات الوكيل وخشبة والمنزلاوي . وأكدت تعاملات البنك مع هذه الشريحة الفرعية من البرجوازية الزراعية على الإشارة للمشكلات التي واجهها البنك في نهاية عشرينيات القرن العشرين ، وهي المشكلات التي عبرت عن نفسها بوضوح في حالة أحد أهم عملاء البنك ، وهو صادق بك قليني سليمان والذي كان مالكاً لأراضي وتاجراً للقطن وابن صراف وجامع للضرائب بمحافظة المنيا . وكان لقليني عدة مكاتب منتشرة لمباشرة أعماله في ربوع مصر وكانت كلها في المباني التي افتتح فيها البنك فروعه . وباحتمال تعرف طلعت حرب به إما خلال فترة عمله أو خلال قضائه إحدى إجازاته بعزبته بالمنيا ، فقد اعتمد طلعت حرب على صلات قليني المكثفة داخل المديرية .