وكانت شركة مصر للطيران واحدة من عدة شركات تم تأسيسها في العقد الرابع من القرن العشرين ، وكانت بمثابة الكارثة على بنك مصر ، حيث إنها لم تتسبب فقط في سحب البنك بصورة أكبر لفلك الحياة السياسية المصرية ، والتي كانت تزداد تفككاً ، وإنما دفعت البريطانيين لتوجيه مزيد من الاهتمام لمجموعة شركات مصر بشكل عام . وكعادة البنك ، عمد في تأسيسه لشركة مصر للطيران لضم عدد من السياسيين ورجال الأعمال من أصحاب النفوذ بين مؤسسيها . ومن بين الأسماء التي ظهرت في بيان تأسيس الشركة والصادر في مايو 1932 كان اسم محمد طاهر باشا ، والذي كان عضواً ذا نفوذ في العائلة المالكة وطياراً متقاعداً . وكان لطاهر علاقات ثيقة بالمصالح السياسية والاقتصادية الألمانية في مصر وهو ما أثار قلق البريطانيين ، فقد كان نائب رئيس سيمنس الشرق الأوسط ، ولم تتراجع مخاوف البريطانيين حتى مع تعيين بريطاني ، وهو رئيس شركة طيران هيوستن البريطانية ، مديراً مشاركاً لمصر للطيران . وبسقوط حكومة صدقي في 1933 ، تفاقمت مشكلات البنك حيث وجد نفسه في مواجهة حكومة جديدة غير راضية عن الدعم الذي تتلقاه شركة مصر للطيران .