طلعت حرب وتحدي الاستعما(الفقرة من172 الى 248)

وقد خلفت هذه العمليات الثلاث ، أي تنامي التنافس بين القوى الإمبريالية وفرض التعريفات الجمركية الحمائية وظهور البرجوازية الصناعية ، كلها أثراً هاماً على تطور بنك مصر خلال ثلاثينيات القرن العشرين .

طلعت حرب وتحدي الاستعمار
طلعت حرب وتحدي الاستعمار

وكانت بريطانيا العظمى قد ضعفت بشدة اقتصادياً من جراء الكساد الكبير وكان الأكثر تضرراً من وراء هذه الأزمة الاقتصادية هي صناعة المنسوجات لديها . فقد وجدت عدة شركات في لانكشير نفسها مجبرة على الإغلاق بعد تراجع الطلب الداخلي والأجنبي . كما فقد الآلاف وظائفهم . وبالنظر لقسوة أثر الكساد على حظوظ لانكشير الاقتصادية ، فقد لا يكون من المستغرب مجيء رد فعل عنيف من جانب غرفة لانكشير التجارية بحدة وعنف شديدين ضد قوانين فرض الرسوم الجمركية الحمائية في أعوام 1930 ، 1934 ، 1938 .

وجاء تنامي التنافس بين القوى الإمبريالية خلال عقد الثلاثينيات ليزيد مشاكل بريطانيا الداخلية تعقيداً . وقد أخذت هذه المنافسة في مصر شكل صراع حول سوق المنتوجات القطنية . وعلى الرغم من فرض حواجز جمركية ، فقدمارس اليابانيون سياسة الإغراق لمنتجاتهم داخل السوق المصرية ، في حين كان مصنعو المنسوجات البريطانية عاجزين عن اتباع سياسات مماثلة وبالتالي فشلوا في منافسة أسعار المنتجات اليابانية . فضلاً عن أن الحكومة اليابانية كانت تنسق بشدة مع مصنعي النسيج لديها لضمان توفير أفضل الظروف للإنتاج . فمثلاً ، ساعدت الحكومة اليابانية أصحاب المصانع على تثبيت مستويات أجور العمالة عند مستوى منخفض ، كما وفرت لهم تكاليف مناسبة للطاقة وكان هذا غير الدعم الذي تلقته الشركات التي كانت تنتج على مدار الساعة . وفي المقابل . لم يكن بمقدور المصنعين البريطانيين الاستفادة من أي مزايا مماثلة على الرغم من تمتعهم بنفوذ كبير لدى دوائرهم الحكومية .

m2pack.biz