وقد كان مدير البنك ، سير إدوارد كوك ، متردداً في البداية في تقديم القرض ، فقد كان مدركاً للممارسات الاقتصادية المثيرة للتساؤل التي كان يقوم بها بنك مصر والتي أحيطت بها وزارة الخارجية البريطانية علماً منذ 1929 . ولعل العامل الآخر الذي أثر على تفكير كوك إزاء طلب القرض كان حقيقة أن بنك مصر هو المنافس الرئيسي للبنك الأهلي المصري . غير أن طلعت حرب لجأ مرة أخرى للضغط السياسي من خلال تدخل وزير المالية أحمد ماهر . فكان أن تفاوض بنك مصر مع البنك الأهلي المصري حول قرض بقيمة حوالي 3 مليون جنيه مصري بضمان شركة مصر للغزل والنسيج .
وإذا ما كان الموقف المالي للبنك غير كاف للفت الانتباه ، فقد أصبح بنك مصر مغنمساً للغاية في السياسة في أعقاب الانتخابات الشرسة عام 1938 والتي تخللتها أحداث عنف وتزوير على نطاق واسع في صناديق الانتخاب . وطوال فترة ما بين الحربين العالميتين ، ظل الوفد الحزب الأكثر معارضة ومقاومة مسلحة للبريطانيين من بين كل الأحزاب . غير أن قوة الحزب ما لبثت أن تراجعت مع عدد من الانشقاقات التي أسفرت عن تكون أحزاب جديدة . ولم تكن العقبة الأكبر التي تواجه الوفد لاستكمال صراعه ضد الإنجليز متمثلة في البريطانيين بقدر ما كانت ممثلة في القصر الذي عارض بكل قوة محاولات الوفد تحجيم سلطات القصر . ولقد تمخض توقيع معاهدة 1936 عن أثرين هامين على السياسة في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين .