وفي الوقت نفسه ، كان بعض من العاملين بمصر للطيران يتآمرون لتسيس شركة منافسة برأسمال ألماني . فقد حاول محم طاهر وتوفيق دوس تأسيس شركة حورس للطيران لتسيير رحلات بين مصر واليونان وشرق أوروبا وألمانيا والتي كانت ستؤدي ، كما كان طاهر يأمل ، للاستحواذ على مصر للطيران أو خسارتها للحد الذي يدفعها للخروج من السوق . وكانت فكرة حصول مصر للطيران على الدعم هي الحافز إلى حد كبير وراء فكرة تأسيس حورس للطيران . وهو ما حدث بالطريقة نفسها حينما طالبت خطوط البوستة الخديوية بالحصول على دعم بمجرد حصول شركة مصر للملاحة البحرية على دعم .
وعلى الرغم من إسقاط مشروع شركة حورس بسبب غياب أي دعم حكومي له ، فإنه أسفر عن تعميق ارتباط بنك مصر بألاعيب السياسة المحلية والدولية . ونظراً لأن البنك كان يواجه صعوبات جمة في سبيل الحفاظ على الدعم المالي من الحكومة وبالتالي مواجهة التهديد المتزايد باحتمال قيام طيران هيوستن بسحب رأسمالها المساهم في الشركة ، فقد بادرت وزارة الخارجية البريطانية بتشجيع الخطوط الإمبريالية على التقدم بطلب لتأسيس شركة مشتركة مع مصر للطيران . ووفقاً لهذه الخطة ، ستقوم الخطوط الإمبريالية بالاستيلاء على كل خطوط مصر للطيران الخارجية على أن تقصر الأخيرة عملها على الرحلات داخل مصر فقط . وقد قاوم طلعت حرب هذه المبادرة خوفاً من ابتلا الشركة البريطانية الضخمة لشريكتها المصرية . غير أنه مع تدهور الموقف المالي لبنك مصر خلال عامي 1938 و 1939 ، وجد طلعت حرب نفسه مرغماً على استنفار المزيد من طاقات البنك للحصول على قروض للوفاء بطلبات المودعين من خلال استخدام شركة مصر للغزل والنسيج كضمان ، وبالتالي كان طلعت حرب متردداً في الضغط للحصول على قرض لمصر للطيران لخوفه من رفض الطلب . كما كان يخشى تعليق الرحلات الخارجية للشركة أو وقف خطط توسيع الشركة كيلا يتسبب في تقويض ثقة حملة أسهم شركة طيران هيوستن والحكومة المصرية بصورة أكبر .