وأدت الكيفية التي تمت بها هذه العملية إلى تراكم دين خارجي هائل على مصر ، وهو ما مثل الأرضية لاحتلال بريطانيا لمصر في 1882 ، والتي وثقناها في الفصل الثاني . كما تمخض إضفاء الصبغة التجارية على الاقتصاد المصري في أواخر القرن التاسع عشر ليس فقط عن اعتمادية على السوق العالمية لبيع القطن وإنما أيضاً عن إخضاع مصر للسيطرة السياسية والاقتصادية الأجنبية . كما دمرت معظم الصناعات اليدوية والحرفية بسبب طوفان البضائع الأجنبية ، وكذا انسحب العديد من التجار المصريين أمام التجار والبنوك الأجنبية ، وبالتالي بدأ العديد من المصريين في الشك في قدراتهم على إدارة مؤسسات اقتصادية .
ويجب تناول صورة التآكل الاجتماعي والركود جنباً إلى جنب مع التطورات الهامة الأخرى . فبينما كان من الصحيح أن العديد من قطاعات المجتمع المصري تأثرت سلبياً بنمو اقتصاد القطن ، فقد تمكنت طبقة كبار ملاك الأراضي من تجميع قدر كبير من رأس المال خلال القرن التاسع عشر وهو ما أتيح فيما بعد للاستثمار في الصناعة المحلية . كما سبق استعراض كيف أن نمو القطن قد ساعد على تطور طبقة لكبار ملاك الأراضي من المصريين وكذا اندماجها مع النخبة السياسية من الشراكسة والأتراك .