غير أن اندماج مصر في السوق العالمية جلب نتائج أخرى سلبية على ملاك الأراضي المصريين ، كان من أهمها تزايد الديون على نسبة كبيرة من البرجوازيين الزراعيين مع انتهاء القرن التاسع عشر . ولم تمثل هذه الديون مشكلة حتى حدث تراجع في التوسع السريع في زراعة القطن وظهرت المشكلات الهيكلية المتفاقمة في الاقتصاد الدولي . وكانت انهاء التوسع السريع في استصلاح الأراضي ، وتراجع خصوبة التربة وانخفاض الطلب على القطن المصري وانهيار عام 1907 كلها عوامل تضافرت لزيادة وعي البرجوازية الزراعية بانكشافهم أمام الأزمات التي تعصف بالاقتصاد العالمي . وجاءت الدعوة لتأسيس بنك وطني في 1907 تعبيراً عن الوطنية الاقتصادية المتصاعدة والتي وجدت آذاناً صاغية لها لدى طبقة كبار ملاك الأراضي .

وقد ساعدت تنامي الشعور القومي بين الطبقة العليا للمصريين على تقوية حدتها كذلك زاد انتشار مقرضي النقود الأجانب بين الفلاحين وعل أسا سالسعر التحكمي المنخفض الذي حددته بريطانيا العظمى للقطن خلال الحرب العالمية الأولى . وهددت هذه التطورات بشكل خطير قدرة ملاك الأراضي على تحقيق فوائض . ومع تصاعد حدة التضخم الذي ضرب الطبقات الوسطى الحضرية خلال الحرب ، فقد تهيأت الظروف المتواتية لاندلاع ثورة 1919 .