طلعت حرب وتحدي الاستعما(الفقرة من232 الى 248)

ويتعين أن تشير الأبعاد الأخرى لهذه الدراسة إلى عدم كفاية النظرة لإدماج مصر في السوق العالمية على أنها كانت فقط عملية تراجع وانحلال في الشعور بالقومية المصرية . فعلى الرغم من أن بنك مصر لم يتمكن من تحدي هيمنة رأس المال الأجنبي على الاقتصاد المصري بصورة أساسية ( طلعت حرب ورفاقه لم يفكروا بهذه الطريقة على أي الأحوال )

طلعت حرب وتحدي الاستعمار2
طلعت حرب وتحدي الاستعمار2

فقد أدى فرض التعريفات الجمركية ومنح الدعم والتسهيلات خلال ثلاثينيات القرن العشرين لشركات مسجلة بمصر لزيادة مدى النفوذ والقوة التي تمتعت بها الحكومة المصرية وأصحاب الأعمال من المصريين . وعندما تحولت الشركات الأجنبية للتسجيل بمصر خلال الثلاثينيات ، فقد كان لزاماً عليهم الانصياع لقوانين جديدة تطلبت تعيين نسبة معينة من العمال والمديرين وأعضاء مجالس الإدارات من المصريين . وأجبر تأسيس شركات مشتركة خلال العقد ذاته أجبر الرأسماليين الأجانب كذلك على الاهتمام بصورة أكثر بطلبات شركائهم المحليين . وأخيراً ، وهو على سبيل الإعادة ، فإن الضعف الذي لحق برأس المال الأجنبي في أعقاب الكساد الكبير وبروز التنافسية بين القوى الاستعمارية ساهم في نمو الصناعة المصرية المحلية متمثلة بصورة رئيسية في مجموعة شركات مصر ، وكذلك من خلال مجموعتي إسماعيل صدقي وأحمد عبود .

m2pack.biz