وللحفاظ على الدعم الذي يتلقاه من كبار ملاك الأراضي وكذا الحكومة المصرية ، فإن مجموعة مصر كانت مرغمة على استغلال القطن المحلي عالي الجودة ( والذي كان مرتفع السعر ويستخدم بكفاءة في إنتاج المنسوجات الغالية الموجهة لأسواق الطبقات الوسطى والعليا ) . في إنتاج المنسوجات الفقيرة للطبقات الدنيا .
والأثر الأخير للطبقات الاجتماعية على التصنيع المصري كان عدم رغبة البرجوازيين المصريين في العمل في المناطق الريفية . وإذا كان مفتاح الثقافة البرجوازية المحلية يتمثل في الرغبة في الاستحواذ على المزيد من الأراضي ، فإن هذا كان مصحوباً في الغالب بالرغبة في الإقامة بالمراكز الحضرية ، لاسيما القاهرة والإسكندرية . ولكي يتم إقناع المديرين بالعمل في محالج القطن أو مكاتب فروع شركات المجموعة أو البنك الموجودة في المناطق الريفية ، فإن بنك مصر كان ملزماً بتقديم رواتب ضخمة ، وهو ما زاد من الضغوط المالية المفروضة على موارد البنك المالية .
وعلاوة على دور قوى السوق العالمية وهيكل الطبقات الاجتماعية الداخلي كمحفزين وكقيين على نمو بنك مصر ، فإنه تجدر الإشارة إلى دور الدولة إزاء محاولات التصنيع الأولى في مصر . إذ أنه بدون دعم الدولة في شكل التعريفات الجمركية الحمائية وتقديم الدعم المالي والتسهيلات الاحتكارية ، فإن بنك مصر لم يكن ليستطيع التوسع للحد الذي بلغه فيما بين عامي 1920 و 1939 ، ولهذا لم يكن من المستغرب تسخير طلعت حرب ورفاقه لقدر كبير من طاقتهم في الضغط للحصول على الدعم في أوساط الدوائر الحكومية .