ومع الزيادة لاحادة في أسعار القطن والتوافد المتزايد لرأس المال الأجنبي ( ألم يكن هذا مؤشراً على توالي المزيد من الرخاء ؟ ) ورغبة المؤسسات الائتمانية على اختلاف أنواعها في تقديم القروض ، فقد كان من السهل نسبياً وقوع كبار الملاك في فخ القروض الكبيرة .
وكان أحد البنوك الهامة التي قدمت قروضاً للبرجوازية الزراعية المصرية هو بنك الشرق الألماني الذي افتتح فرعاً له في مصر في 1906 . ولا ترجع أهمية هذا البنك فقط لأثره على طبقة كبار ملاك الأراضي وإنما لأن تأثيره امتد ليشمل تأسيس وتشغيل بنك مصر كذلك . فقد جاء تأسيس بنك الشرق الألماني في مصر انعكاساً لتنامي حدة التنافس بين ألمانيا وبريطانيا في السوق العالمية خلال الفترة السابقة على اندلاع الحرب العالمية الأولى . وحاول هذا البنك اجتذاب العملاء من خلال تقديم قروض ميسرة وتحويل العديد من حسابات القطن ـ من خلال ممثليها التجاريين الأساسيين في شركة آر . دبليو . لندمان وشركاه ـ من البنوك الأجنبية الأخرى . وربما كانت إمكانية الحصول على القروض من بنك الشرق عاملاً هاماً في تأخير تأسيس بنك مصر حتى عام 1920 نظراً لتقديمه مصدراً بديلاً للائتمان بعد الانكماش الذي شهدته السوق المالية عامي 1907 و 1908 .