وفي إطار مناقشته للدور الذي يمكن أن يلعبه بنك وطني في تمويل شركات مشتركة مملوكة محلياً ، كان طلعت حرب يفكر بكل وضوح في تحويل الأرباح الأجنبية لأيدي مصرية . كما حملت رؤية بنك وطني كمصدر لرأس المال للصناعة انعكاساً لأثر مفهوم Grossbank الألماني أو الشركة القابضة على تفكير طلعت حرب . فن الواضح أن اتصال ببنك الشرق الألماني كان ذا أهمية كبيرة من حيث تقبله لهذه الرؤية في وظيفة البنك وبالتالي في تحديد طبيعة الدور الذي سيلعبه بنك مصر في الاقتصاد المصري . وبالمثل كان أثر تكوين شركة التعاون المالي ، والذي يجب عدم التقليل من شأنه نظراً لتقديمها للعديد من القروض للمنشآت الاقتصادية الصغيرة في القاهرة خلال سنى تشغيلها الأولى .
كذلك حمل الانزلاق التنافسي بين القوى الاستعمارية لحرب مفتوحة في 1914 تداعيات خطيرة على المجتمع المصري ، كان إحداها السياسة البريطانية لجعل أسعار القطن عند مستوى منخفض بشكل تحكمي حتى 1918 وهو ما استثار حفيظة البرجوازية الزراعية بشدة . وتسببت الحرب في مشكلة أخرى وهي قطع التجارة بين مصر وأوروبا الأمر الذي حرم الأولى من العديد من السلع الأساية كالصابون والمنسوجات ومواد البناء فضلاً عن مجموعة متنوعة من السلع الاستهلاكية التي اعتاد عليها أبناء الطبقة العليا . هذه التطورات حدت بالحكومة المصرية لتأسيس لجنة في عام 1918 ضمت في عضويتها السياسي المصري المعروف إسماعيل صدقي وطلعت حرب وس . سورناجا ـ وهو أحد البارزين في صناعة مواد البناء ـ