ولعل الظروف الاقتصادية القاسية في الحجاز هي التي حدت بشكل كبير بعدد من القبائل البدوية للقيام بهجرات متكررة لمناطق في الصحراء الغربية المصرية أمكنهم منها إما الإغارة على من الدلتا أو الدخول في تجارة مع الفلاحين . وقد تم قمع العديد من هذه القبائل البدوية إبان حكم محمد علي باشا ـ لاسيما القبائل القوية التي حلت من ليبيا وبسطت سيطرتها على أجزاء كبيرة من صعيد مصر . كما أضحى عدد من قادة البدو الآخرين ملتزمي ضرائب خلال فترة حكم الباشا وهو ما تم مكافأتهم عليه بمنحهم إقطاعيات كبير من الأراضي مقابل خدماتهم ، مثل عائلة أباظة المعروفة من محافظة الشرقية على سبيل المثال .
ويصبح الأمر أكثر صعوبة عند محاولة التعرف على الكيفية التي تحولت من خلالها العائلات البدوية الأقل مكانة ـ كشأن عائلتي حرب وصقر ـ لنمط الحياة الحضرية . ولعل الاحتمال الأرجح هنا هو أن التناقض بين قسوة وتقلبات الصحراء وحياة البداوة وبين حياة الفلاحين الأكثر أمناً قد جذب العديد من البدو للاستقرار في مناطق مثل واحة الفيوم ومحافظة الشرقية . واتخذت عملية تمدن البدو المصريين أشكالاً أكثر وضوحاً مع التوسع في زراعة القطن وتحسين الري وما صاحبه من زيادة في مساحة الرقعة الزراعية .
ووفقاً لسجلات الأراضي عام 1845 ( 1262 هجرية ) ، وهي أقدم سجلات أمكن التوصل إليها لقرية ميت أبو علي ، فإن عائلة حرب كانت مستقرة بالفعل وكانت ذات مركز في القرية في هذا التاريخ ، وكانت هناك عشرة فدادين مسجلة باسم علي حرب ـ جد طلعت حرب . كما وجد اسما ابنيه ـ حسن وخضر