طوفان “داعش” المرتقب…وجهود الحكومة السورية لمنعه
أكد وزير الموارد المائية السوري، المهندس نبيل الحسن، إنجاز العديد من الخطوات والإجراءات المهمة، لتفادي الأضرار الناتجة عن قيام تنظيم “داعش” الإرهابي بضخ كميات كبيرة من مياه نهر الفرات، عبر محطة ضخ البابيري إلى قنوات الجر والري لإغراق القرى والمناطق المحاذية للقنوات في ريف حلب الشرقي.
مخاوف من “طوفان” جديد مدمر…وهذه المرة في سوريا
ولفت الوزير الحسن خلال اجتماع في محافظة حلب مع المعنيين في المؤسسة العامة لاستصلاح الأراضي واتحاد الفلاحين والشركات الإنشائية بالمحافظة، إلى أن التحرك الفوري والعاجل أسهم في تجنيب مناطق واسعة من وقوع كارثة زراعية وإنسانية جراء هذه الجريمة الإرهابية، مبينا أن العمل “متركز حالياً على استكمال الأعمال الفنية للاستفادة القصوى من المياه الواردة عبر القنوات واستثمارها لري المساحة الأوسع من الأراضي الزراعية والمحاصيل المختلفة”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن الوزير، اليوم.
وكشف وزير الموارد المائية أن جريمة تنظيم “داعش” ألحقت الضرر بأكثر من 50 موقعاً في قناة الجر الرئيسية، مبيناً أن الورشات قامت بإصلاح القسم الأكبر من هذه المواقع، مؤكداً استعداد الوزارة لتقديم كل ما يلزم من دعم وإبرام للعقود مع شركات القطاع العام الإنشائي لإصلاح ما تبقى من المواقع المتضررة.
من جانبه أشار محافظ حلب، حسين دياب، إلى أن الورشات ستركز جهودها في المرحلة المقبلة على صيانة الجسور المتضررة والبالغ عددها 21 الواقعة على القناة الرئيسية والقنوات المتفرعة، مشيراً إلى أهمية التنسيق الكامل بين الجهات المعنية والاستفادة من الإمكانيات الفنية والبشرية لدرء خطر الغمر والاستثمار الأمثل للمياه الواردة عبر قنوات الري.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت، منتصف الشهر الجاري، تحذيراً من حدوث فيضان كارثي في سوريا عند سد الفرات المعرض للخطر في مدينة الطبقة الواقعة على بعد 40 كيلومتراً عن مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي منذ 2014.
وجاء هذا التحذير نتيجة لارتفاع منسوب المياه عند سد الفرات، وتعرضه للتخريب المتعمد من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي، وأضرار أخرى لحقت به جرّاء الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وارتفع منسوب مياه النهر حوالي عشرة أمتار منذ 24 يناير/ كانون الثاني الماضي لأسباب عديدة من بينها سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة، إضافة لفتح التنظيم ثلاث بوابات للسد، مما غمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب بالمياه، وذلك بحسب ما أفاد به تقرير للأمم المتحدة.
وأشار التقرير، بحسب وكالة “رويترز”، إلى أنه “وفقاً للخبراء المحليين فإن أي ارتفاع آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر، وقد يضر بسد الطبقة الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب”.