طُرُق النَّوْم عندَ الحيوانات
ظاهرة النَّوم لدى الحيوانات تختلفُ أحياناً منها عند البشر، وبصُورة عامَّة، ليس بين العلماء اتِّفاقٌ تام على ما إذا كانت جميع الحيوانات تنام أم لا. تميلُ مُعظم أنواع الحيوانات الفقاريَّة (مثل الطيور والزواحف والبرمائيات) أو العديدُ منها إلى النوم أو الرَّاحة على دوراتٍ مُنتظمةٍ طُولها 24 ساعة تُشبه تلك لدى البشر، وهي أيضاً تشاهد الأحلام، ويتعطَّل نشاطُها بدرجة عالية أثناء النوم مثل البشر، وترتاح بعض أنواع الحشرات خلال يومها بشكلٍ مُنتظم يُشبه النوم، لكنَّها لا تُبدي تغيُّراتٍ واضحةً في نشاطها الدماغي، وبالتالي قد لا يَنطبق عليها تعريف النوم، ومن المُرجَّح أنها لا تحلم. ولا زال ثمَّة جدلٌ بين العُلماء حيال طبيعة النوم لدى الفقاريات، ولماذا تحتاج إلى الدُّخول في حالة خُمُولٍ دماغيٍّ خاصَّة عوضاً عن أخذ فترات راحةٍ عاديَّة.[١]
تنام الحيوانات لفتراتٍ متراوحةٍ جداً، فقد تقضي بعضُها (مثل الزرافات) ما لا يزيد عن نصف ساعةٍ في النوم خلال يومها، بينما يُمكن لأخرى (مثل الخفافيش) أن تنام أكثر من عشرين ساعة في اليَوم، وبُصورة عامَّة، تحتاج الحيوانات إلى فتراتٍ أطول من النوم عندما تكون أصغر عُمْراً. من المُحتمل أن يتناقص نوم كائنات مُعيَّنة بدرجة ضخمة في مواسم خاصَّة، فالطيور المُهاجرة تتوقَّف عن النوم تقريباً أثناء موسمِ الهجرة بسبب حاجتها إلى قطع مسافاتٍ طويلةٍ للوُصول إلى أماكن التكاثر، ومن جهةٍ أخرى، تنام كائنات أخرى مُعظم الوقت في فصل الشتاء أو الصَّيف فيما يُسمَّى السُّبات.[٢]
قد تنام بعض الحيوانات وإحدى عينيها مفتوحة، بحيث يَبقى أحد شطريْ دماغها واعياً ونَشِطاً في أثناء راحة النِّصف الآخر، ويكون النِّصف الخامل من الدماغ في حالة موجات نومٍ بطيئة، وبذلك فإنَّ الحيوان يَكون (حرفياً) نصفَ مستيقظٍ ونِصفَ نائم. يعتقد العُلمَاء أنَّ هذه الظَّاهرة قد تَطوَّرت لدى بعض الحيوانات لمُساعدتها على تجنُّب أعدائها، فبينما يَنام جزءٌ من دماغ الحيوان، يكون الآخر نَشِطاً ومُستعدًّا لتنبيهه في حال رُؤية كائنٍ مفترسٍ يقترب، وهي مُنتشرةٌ بين عددٍ من أنواع الثدييات، من أهمِّها بعض أنواع الدلافين، وخنازير البحر، وخفافيش الفاكهة.[٣]