ظاهرة الوظائف المنقرضة
هل انقراض الوظائف ظاهرة؟ بالطبع نعم، هذا أمر مفروغ منه، فمنذ أن نزل سيدنا آدم وزوجته من السماء وأخذا في تعمير الأرض ظهرت الكثير من الوظائف، مئات الآلاف على الأقل، ومع نهاية كل عصر من العصور أو مع مرور زمن طويل كانت هذه الوظائف تنقرض نهائيًا أو تُستبدل بأخرى قريبة منها، في النهاية لا تُصبح موجودة بنفس الكيفية القديمة، ومع هذا كانت حياة الإنسان تُتابع كما هي دون تغيير، أي أن الوظائف مهما كانت أهميتها بالنسبة للإنسان فهي في النهاية ليست فارقة في حياتها، سيبحث عن غيرها ثم يُتابع العبث مجددًا.
فيما يتعلق بانقراض الوظائف قديمًا فيمكن القول أن وظيفة مثل وظيفة العبد على سبيل التوضيح كانت موجودة بكثيرة قديمًا وبمفاهيم أصيلة، لكنها مع الوقت أخذت تقل وتقل حتى اختفت، أو هكذا يظن البعض، فما حدث أنه قد تم استبدالها بوظائف أخرى بمفردات أخرى، العمل مثلًا نوع من أنواع العبودية المشروطة التي تحفظ حقوق العبد كاملًا، لكنك في النهاية تظل مُطالبًا باتباع تعليمات رب العمل، ومن الوظائف الملموسة هناك وظيفة صنع السيوف، وذلك لأن الناس لم يعودوا في حاجة إليها بسبب ظهور الأسلحة، وحتى ولو احتاجوها فهناك أجهزة تؤدي تلك الوظيفة بسهولة.