ظِلالُ الحب
لسببٍ ما أو حتى دون سببٍ
يتركُ الحبُّ نُدبةَ جُرحٍ
بقيِّحٍ من حنين
لا تندملُ
لا تُسحَقُ
لا تُنتزعُ
باقية قلبا آخرَ:
للرعشةِ
للوجعِ
لغفوةِ حلمٍ.
– الوفاءُ في الحبِّ وشم.
لسببٍ ما أو دونَ سببٍ
تلك النُدبةُ، باقيةٌ كرحمٍ لملاذٍ أخير:
لليتم
للهُجرانِ
للغفرانِ
إلهٌ أنثى هو الحبُّ
ينزفُ كلّ شهر
يُهيئُ آهاته للخروجِ مخاضا
حين يلدُّ ويبقى.
الوجعُ في الحبِّ نشوة.
سَكنٌ يحضنُ بقاءكَ هو الحبُّ
في شرِّ الحياة.
لسببٍ ما أو دون سبب
نظرةُ علوٍ هو الحبُّ
تتهادى على طولِ قامةٍ إلى أسفل
وتبقى هكذا
غشاء من حجرٍ بقلبٍ:
للرحمِ
للندبةِ،
نظرةُ مرورٍ عابرٍ
سلامُ هواءٍ صامتٍ
انحباسُ نَّفَسٍ غامضٍ
ارتجاجُ روحٍ جائعةٍ.
– العماءُ في الحبِّ لُذّةٌ.
لسببٍ ما
الحبُّ انبعاثُ حياةٍ
ودون سبب
زرعُ حياةٍ في حياةِ.
– الولوج في الحبِّ ولادة.
إقامة الحبِّ في اللحظة جنونٌ.
بقاؤهُ صمتٌ.
كلامهُ خلودٌ.
مادام أزهرَّ برعشتنا
مادام لسببٍ ما أو دون سببٍ
خروجٌ من جسدٍ
ولوجُ آخرَ فينا
لمرّةٍ وحيدةٍ
لمرحلةِ عيشٍ فريدةٍ
لرحلةِ لحظةٍ دائمةٍ
في قطارِ عمرٍ تقودهُ قشعريرة أولِ نطقنا.
-المناجاة في الحبّ أملٌ.
الحبُّ سَفَرٌ:
في المكانِ نفسِه
في القلبِ نفسِه
في الحزنِ نفسِه
الحبُّ: هو وهي،
حيثما وجِدا
الحبُّ كلاهما
عندما أُقفِّلتِ كلّ الجروحِ
بجرحِ الفراق في ما بعد.
لسبب ما أو دون سببٍ
لا بدَّ من فراقٍ
لا بدّ من رحيلٍ
ليبقى هو
وتبقى هي
مُلَّاكا لليلِ
دلائلُ النهارِ العجوزِ إلى النورِ.
هو وهي
حينما ارتشفَ الحبُّ كلّ الأحلامِ بنبيذ الأنفاس
وعندما أتلفت البسماتُ كلّ الغيوم الكئيبة.
الحبُّ هو وهي
حينما أرشدَ الكونَ إلى صوابِ الحياةِ
وأدار دولاب القدرِ حسب خطواتِ النِعالِ.
– اللومُ في الحبِّ نكرانُ.
لسبب ما أو دون سبب
الحبُّ هو
الحبُّ هي
كتابٌ مفتوحٌ سواء
طالَ اللقاءُ
طالَ الفراقُ
تمثالٌ أولٌ حيٌّ حيثُ
أولُ لقاءٍ.
كلما هبَّ الهواءُ الحيّ
دارت دوُرة الرؤى.
– البقاءُ في وضوح الحبِّ نهايةٌ.
لسببٍ ما أو حتى دونَ سببٍ
هو وهي في الحبِّ
أحرفٌ تتعاركُ
زينة للبياضِ على دفاترِ المسافاتِ.
خلخلةُ ميزانِ الوقتِ
في الوجودِ
في الأحلامِ.
الحبُّ نفسُهُ
هو الباقيُّ الوحيدُ لظلٍّ اختفى
ويظهرُ في كلّ آن.
– الخسارةُ في الحبّ ظلٌّ.
٭ شاعر سوري