هناء مكاوي، تصوير فوزي مصرللي
يبدو المنزل هادئًا وبسيطًا لأول وهلة ولكن عند التعرف عليه عن قرب تبدأ أسراره في الانجلاء واحدًا تلو الآخر ليظهر كنموذج للجمع بين المتضادات في تصميم سلس غير متكلف بالمرة ومع ذلك في غاية الأناقة.
تمثال لتوت عنخ آمون يرحب بالزائرين ويشاركهم جميع لحظاتهم السعيدة.
عندما عثرت كارولين كارنبرينج، موظفة الأمم المتحدة على منزل مناسب لإقامتها في حي المعادي، لم تطلب من المصمم سوى شيء واحد وهو أن تشعر حين تكون في منزلها أنها في «البيت» بكل ما تعنيه الكلمة من راحة واسترخاء ودفء. هذا بالضبط هو ما حصلت عليه في النهاية. منزل يشبه ابتسامتها المرسومة دائمًا على وجهها، رشيق، ومبهج، ومريح ليتسع لها ولضيوفها. ما إن يفتح باب الحديقة حتى يظهر جروان صغيران يتحركان بسرعة في كل مكان معلنين ترحيبهما بالزائر ثم يصطحبانه بحماس جارف إلى باب المنزل وكأنهما يتأكدان من عبوره إلى الداخل قبل أن يعودا لاستكمال مرحهما في الحديقة في مشهد يبدو كمقدمة افتتاحية لكل ما هو جميل ومدهش في البيت. يتكون المنزل من مساحة استقبال كبيرة تضم غرفة معيشة وغرفة طعام وحمامًا للضيوف وحمامًا آخر بجوار غرفة النوم الرئيسية وغرفة للتليفزيون ومطبخًا. وبالرغم من أن المساحة لا تتعدى 180 مترًا مربعًا، إلا أن المكان يبدو غنيًا بالأفكار المتعددة والمتداخلة بدون التقيد بطراز معين.
المعيار الذي حكم اختيارات المصمم فيكتور السبكي، هو توظيف كل التفاصيل والإمكانيات لتخدم المفهوم الأساسي للتصميم وهو الحفاظ على انسيابية الحركة وسهولة التنقل دون حواجز أو عوائق، وكذلك الحفاظ على اتصال جميع عناصر المكان المختلفة بشكل يبرزها كوحدة واحدة. فالمساحة الخارجية مفتوحة بدون أي حواجز مع الحفاظ على بعض مساحات من الفضاء موزعة بحيث تبدو كممرات وأماكن التقاء وتواصل عبر البراح. لا يوجد بالمنزل أي حواجز سوى أبواب الغرف، أما فيما عدا ذلك،