عالم إسكندر الجليل 1 – 3

عالم إسكندر الجليل 1 – 3
عالم إسكندر الجليل 1 – 3

عالم إسكندر الجليل 1 – 3

من سنغافورة: سوسن مراد عز العرب

تصوير شريف تميم

تمضي قدمًا في عالم الفنون، ضوء وألوان وظلال وثقافة تغازل عيون وخيال عاشقي الفن والجمال بسنغافورة الساحرة التي تعد قبلة الفنون الآسيوية.

 

كمصرية، تبعث مشاهدة الأعمال الخزفية في نفسي شجنًا خاصًا لا يحدثه غيره من الفنون، فقد تربت عيوننا على رؤية الخزفيات الفرعونية، كما أن الرابط الممدود بالأرض والطين مرتكز مستقر في وجداننا، لذلك تستوقفني انحناءات كل قطعة طمي حولتها أنامل فنان إلى خزف، كما في أعمال الفنان السنغافوري إسكندر جليل.

ألتمس في أعمال جليل تصوفًا يتجلى في ملامحها بصدق ودون صخب، فأتأمل الغائر والبارز استقامة وانحناء، حتى أكاد أشعر بمناجاة أنامله المغطاة بالطين على سطحها.

أدرك جليل بفطرته منذ الوهلة الأولى التي أمسك قطعة من الطمي ليشكلها بين يديه، أن تلك الخامة الأرضية تشعر بانفعالاته وأفكاره وتترجمها دون تجمل أو افتعال، فاكتشف مفردات لغته الخاصة، وقام بتطويرها، ليصبح اليوم أحد أهم الخزافين العالميين. وهو ما دفع جاليري سنغافورة القومي للفنون لإقامة معرض تحت عنوان «أسفار الطين» يجمع إنتاجه الفني الغزير للمرة الأولى، ليكون العرض تتويجًا لرحلته الفنية وتكريمًا لما قدمه من تجديد في مجال فن الخزف، أقدم أنواع الفنون التي عرفتها البشرية.

«إسكندر»، يبدو أن هذا الاسم قد ارتبط على مر الزمن بعاشقي المغامرة وأصحاب الفكر المحلق في فضاءات متمردة، وكأنما يلاحقون شعاع الضوء بتلذذ وانطلاق لا نهائي، تلك الصفات تجسدت في شخصية الفنان إسكندر جليل الذي فتح آفاقًا لم تكن مطروقة في عالم فن الخزف من قبل، إحساسه النادر المتناهي في الرقة والدقة متجسد في أعماله منذ البدايات، كما أن روحه المتمردة تمثلت في أسفاره العديدة وولعه بركوب الدراجات البخارية، وتجاربه اللانهائية.

المعرض يضم ما يقارب 180 عملًا تستعرض المراحل الفنية المختلفة لرحلة الفنان منذ البدايات وحتى الآن، خمسة عقود كاملة شهد وتأثر خلالها برحلة تطور بلاده سنغافورة أمام عينيه، كما يضم العرض 32 قطعة حديثة تعرض للمرة الأولى،

m2pack.biz