عالم إسكندر الجليل 3 – 3
ويوضح حافظ «يهدف العمل المركب إلى أن يعكس اهتمام إسكندر العميق بالعمارة وإن كان لم يمارسها بشكل احترافي قط، حيث تم بناء هيكل معدني يمثل منزلًا ماليزيًا على الطريقة التقليدية، وهو ما يمثل جذور إسكندر الثقافية»، وقد تم تقسيم المساحة داخل الهيكل المفتوح إلى غرف افتراضية كمطبخ وغرفة نوم ومعيشة وشرفة، لتضم كل منطقة أعمالًا خزفية تعبر عنها وقد قام جيرالد بتصميم نظارة للإضاءة يضاهي أوقات اليوم المختلفة ما بين النهار والليل ليكتمل وقع التجربة. الفكرة نجحت في التواصل مع المشاهد الذي يشعر بخصوصية المكان وبأنه داخل منزل بالفعل، لذلك حفاظًا على هذا الإيقاع الشخصي الذي تأسس عليه مفهوم هذا الجزء من العرض، تم تحديد عدد الزوار الأقصى داخل القاعة بما لا يزيد على 15 زائرًا كضيوف «المنزل» في الوقت الواحد.
في أحد الأركان المميزة يقبع أحد الأعمال التي تكونت فكرتها وهيئتها مع الزمن حين زرع جذرًا لشجرة من حديقة منزله في إناء من أعماله وكانت المفاجأة أن استمر الجذر في النمو فقام بتثبيت إناء آخر تحته، ويقول حافظ «العمل النهائي لم يكن محسوبًا بل كان نتيجة لتفاعل الفنان مع فكرته وتأمله له بمرور الأيام، وقد استخدم الأفرع لتعليق مجموعة ضخمة من القبعات التي يحبها وكان قد استخدمها أثناء السفر أو التجول بدراجته البخارية، هذا البعد الشخصي جعل جليل يتردد في ضمه إلى العرض، لكنه اقتنع في النهاية، فقمت بتقليل عدد القبعات حتى تظهر هيئة العمل!» إسكندر جليل فنان يميل للعمل بشكل حدسي على أعماله الخزفية. وقد تأثر كثيرًا بما شاهده في رحلاته فترك للثقافات والحضارات التي عايشها العنان لتتحكم في تشكيل الطين، حيث ذهب إلى الهند لدراسة النسيج والغزل عام 1966، كما سافر إلى اليابان في عام 1972 وهي الراحلة التي تركت بصمة واضحة في مسيرته حيث ظهر عمق إحساسه بالجماليات اليابانية التجريدية.