عبورٌ مُلتبَس
من هنا سوف تعبر أطرافنا أفقاً طازجاً
وسنحلم بغدٍ أخضرَ، ربما، أو أبيضَ، ربما، أو ليكن غداً أسودَ لا بأس
سنرضى بقليلٍ من اللون إن شئنا وإن رفعنا سلالاً مُرقّطةً بالزرقة الواضحة ..
سوف نعبر، قلنا، ولم تسرِ فينا رعشةٌ
ولم يصطفينا إلهٌ لنكتب ما نشاء على حائطٍ نسمّيه باِسمنا ..
ثمّ خلعنا أرديةً لم تحمنا قطُّ واِرتبكنا ..
ثمّ قلنا سنعبر، سوف لا بدّ نعبر
ونسينا على الضفة الأولى نصف أجسادنا ..
ثم قلنا نعود، نجمع ما أمكن إنْ أمكن
نجمع ألواننا الأولى
صورةَ الأرض قبل وبعد
شكلنا حين تعبس الكائناتُ
وعُدنا، ثمّ قلنا
من هنا سوف نعبر
سوف تحبونا الريحُ، حين نمدّ رأس الحكاية أعلى،
فتنشر أسماءنا واحداً ثمّ آخرَ وهكذا ..
قلنا سنكبر حتماً
قلنا سنصبحُ عَلَماً واضحاً في سماء حكاياتهم
سيكتبنا كبيرُهم لصغيرِهم
قلنا سيقرأنا حبيبٌ لحبيبته
وستشير حبيبة لحبيبها كيف يكون العبور
ثمّ صمتنا قليلاً ..
مرّ وقت ثمّ انتبهنا ..
نظرنا فلم نجد سوى ساعةٍ ملّت جرسَ اللحظة
وقليلٍ من الصحوِ الثقيل ..
وقلنا من هنا عبرت أطرافنا ولم يكُ يوماً قريباً ولم نكُ نحن، ربما،
لكنه كبيرنا الذي قال:
عبرنا ..
وحين نظرنا لم تكُ قد سرَتْ فينا رعشةٌ
وكنا كاملين وإن لم نرَ في المرايا أرجلاً أو وجوه …