أشار أحد التّقارير التي صدرت مؤخّرًا إلى أنّ أكثر من ربع الولايات المتّحدة أصبحت رسميًا جزءًا من اقتصاد الخدمات المستقلة الذي يعتمد على العمل المستقلين.
وسيعلن المزيد من النّاس من جميع الأعمار والانتماءات العرقيّة في المستقبل استقلالهم عن العمل اليومي الكادح في الشّركات من السّاعة التّاسعة إلى الخامسة، وذلك من أجل الحريّة والاستقلال وتقرير المصير التي يوفّرها أسلوب حياة اقتصاد العربة والعمل المستقل، وذلك وفقًا لتقريرٍ جديد صادرٍ عن Spera التي تقدّم الأدوات والمصادر للمستقلّين وروّاد الأعمال. ويتضمّن التّقرير الإحصائيّات التّالية المذهلة عن اقتصاد الخدمات المستقلة (اقتصاد الخدمات المصغرة) الذي أشار إليه على أنّه “اقتصاد الحريّة”. قد تجد هذه الإحصائيّات مثيرةً للاهتمام بشكلٍ خاص إذا كنت تفكّر بالتّخلّص من عملك في إحدى الشّركات وتنتقل إلى العمل المستقل.
إحصائيّات الاقتصاد المستقل (اقتصاد العربة)
إحصائيّات الولايات المتّحدة الأمريكيّة
يعمل واحدٌ من بين كلّ ثلاثة أمريكيين كمستقل، ممّا يجعل هذا القسم جزءًا هامًا من سوق العمل.
- شارك حوالي 54 مليون أمريكي في شكلٍ من أشكال العمل المستقل في عام 2015. وذلك يشكّل أكثر من 33 بالمائة من القوى العاملة في الولايات المتّحدة وهو زيادةٌ قدرها 700,000 عامل خلال العام السّابق.
- يتوقّع بعض الباحثين أنّ نصف السكّان العاملين في الولايات المتّحدة سوف ينتقلون إلى اقتصاد العربة خلال السّنوات الخمس المقبلة.
- تعتمد أسرة واحدة من بين كلّ 12 أسرة في الولايات المتّحدة، أي أكثر من 10 مليون شخص، على العمل المستقل في أكثر من نصف دخلها.
إحصائيّات عالميّة
إنّ الولايات المتّحدة ليست المكان الوحيد الذي يزدهر فيه اقتصاد العربة، حيث تحدث الظّاهرة نفسها حول العالم.
- تقول التّقديرات أنّ نصف السكّان العاملين في المملكة المتّحدة سوف يعملون لحسابهم الخاص في السّنوات الخمس المقبلة.
- شَهِدَ الاتّحاد الأوروبّي زيادةً بنسبة 45 بالمائة في عدد العاملين المستقلّين من عام 2012 إلى عام 2013.
- يشكّل العاملون المستقلّون أسرع المجموعات نموًّا في سوق العمل في الاتّحاد الأوروبّي.
- تشكّل القوّة العاملة المستقلّة في الهند، وهي ثاني أكبر القوى العاملة في العالم وتقدّر بـ 15 مليون شخص، حوالي 40 بالمائة من الأعمال المستقلّة في العالم.
الأثر الاقتصادي للقوّة العاملة المستقلّة
بالإضافة إلى ازدياد حجم القوّة العاملة المستقلّة، فإنّ مساهمتها في الاقتصاد تزداد أيضًا.
وفقًا للتّقرير، فإنّ سوق العمل المستقل عبر الإنترنت مثل Upwork، OneSpace، و Freelancer، قد ساعد العاملين المستقلّين عام 2014 في توليد أكثر من 1.1 تريليون دولار في إجمالي الإيرادات في الولايات المتّحدة فقط.
جيل الألفيّة في اقتصاد العربة
على الرّغم من أنّ اقتصاد العربة يمتدّ ليشمل جميع الفئات العمريّة، إلّا أنّ جيل الألفيّة يشكّلون الجّزء الأكبر منه.
- أكثر من ثلث جيل الألفيّة يعملون كمستقلّين.
- في عام 2015، أصبح جيل الألفيّة يشكّلون أكبر فئةٍ عمريّةٍ سكّانيّة في القوى العاملة.
- يعتقد 32 بالمائة من جيل الألفيّة أنّهم سوف يعملون “لساعاتٍ مرنة بشكلٍ رئيسي” في المستقبل.
التّكنولوجيا كقوّةٍ دافعة
بفضل التّكنولوجيا، أصبح الدّخول في اقتصاد العربة أسهل من ذي قبل بكثير. وجعلت أجهزة الموبايل العاملين غير مقيّدين بمكاتبهم، وأصبحت الشّبكات الاجتماعيّة تصل بين النّاس عبر الحدود، وقد أصبح العثور على عملٍ أمرًا أسهل بسبب وجود أسواق العمل المستقل عبر الإنترنت.
- يقول 87 بالمائة من جيل الألفيّة أنّ هواتفهم الذّكيّة لا تفارقهم ليلًا ولا نهارًا.
- يستخدم نصفهم تقريبًا (45 بالمائة) الهواتف الذّكيّة الشّخصيّة من أجل العمل (مقابل 18 بالمائة للأجيال الأكبر سنًا).
- من المرجّح أن يقوم ما يقارب 41 بالمائة بتحميل التّطبيقات لاستخدامها لأغراض العمل في الأشهر الـ 12 المقبلة وأن يستخدموا مالهم الخاص ليدفعوا مقابل الحصول عليها.
- يستخدم 80 بالمائة الشّبكات الاجتماعيّة كوسيلةٍ للعثور على عمل
التّحدّيات التي يواجهها المستقلّون
على الرّغم من أنّ “اقتصاد الحريّة” يبدو مغريًا للغاية، إلّا أنّ هنالك تحدّيات كبيرة يجب مواجهتها، وهي تتضمّن التّسويق، وتدفّق النّقود، وإدارة العمل، وتكاليف الرّعاية الصحيّة.
- يقول 63 بالمائة من الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم في التّقرير أنّ التّسويق هو أهمّ التّكاليف التي ينبغي أن يدفعوها لنموّ عملهم.
- قال 57 بالمائة منهم أنّهم يواجهون مشاكل في تدفّق المال أحيانًا خلال السّنة.
- يستخدم 64 بالمائة شكلًا من أشكال برمجيّات إدارة المشاريع.
- يستخدم 70 بالمائة برمجيّةً لمتابعة الأموال.
- يفضّل 40 بالمائة أن يحصلوا على المال من خلال الإيداع المباشر مقابل الأشكال الأخرى من الدّفع (مثل الشّيك، أو PayPal).
ختامًا
اختار ملايين النّاس حول العالم قدرًا أكبر من الاستقلال في حياتهم العمليّة. وكنتيجةٍ لذلك، فهُم ينضمّون إلى الحركة المتنامية ألا وهي اقتصاد العربة. وقد أصبح الإنجاز أسهل من أيّ وقتٍ مضى بفضل التّقدّم في مجال التّكنولوجيا.
وعلى الرّغم من أنّ الأمر لا يخلو من التّحدّيات، إلّا أنّ الكثير من النّاس يجدون أنّ ثمار اقتصاد العربة تفوق المخاطر، وأنّ أسلوب الحياة الذي تقدّمه يوفّر الرّاحة والاستقلاليّة التي لا يمكن أن يشعروا بها في عالم الشّركات.